يحلم الطفل “أنيس”، الذي يقطن بمدينة عين آزال الواقعة جنوب ولاية سطيف، أن يحمل ذات يوم المحفظة ويتجه إلى المدرسة الواقعة بحي عاشور كبقية أترابه، حيث حُرم منها بسبب إصابته بمرض “زيروديرما بيغمانتوزام”، وهو ما يصطلح على تسميته بمرض أطفال القمر. وحسب والد أنيس، فإن إدارة المدرسة حرمت ابنه من مزاولة دراسته بسبب هذا المرض وانتمائه إلى ما يسمى ب”أطفال القمر”، رغم أنه تكفل بتجهيز قسم ابنه بواقٍ خاص من الأشعة، علما أن هذا المرض وراثي نادر يتكاثر غالبا بسبب زواج الأقارب، ويصيب الأطفال نتيجة حساسيتهم المفرطة لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وترتفع نسبة الأطفال المصابين بهذا المرض خاصة في بلدان شمال إفريقيا، على وجه التحديد. وحسب الوالد فإن ابنه يلح ويحلم صباح مساء أن يحمل ذات يوم المحفظة ويتجه صباحا إلى المدرسة كبقية الأطفال في سنهّ، وهو حال ممكن التحقيق حسب الوالد إذا وافقت إدارة إبتدائية محمد البتش. وقد سبق لأنيس أن ولج أبواب المدرسة السنة الماضية في القسم التحضيري، بعدما حظي والده بمساعدة جمعية فرنسية لتجهيز أحد أقسام المدرسة بواق خاص، واقتنى لابنه ملابس خاصة بالمرض، لكن أنيس طرد حينها بعد أيام من الدراسة.. واليوم وهو في السن القانونية للتمدرس، وقد ناشد والد أنيس السلطات المعنية للتدخل، على رأسها وزير التربية، لتمكين ابنه من حقه في التمدرس كباقي الاطفال، خاصة أن الأطباء أكدوا أن المرض لا يُعدي ولا يشكل أي خطر على باقي التلاميذ.