اعتبرت الممثلة نوال زعتر، الدور الذي أسند إليها في مسلسل “الذكرى الأخيرة”، الذي عرض خلال شهر رمضان المنصرم على التلفزة الجزائرية، لمخرجه مسعود العايب، اعتبرته أسوأ تجربة درامية قامت بها في مسيرتها الفنية التي تمتد إلى أكثر من 30 سنة كانت زعتر قد قدمت خلال الجزء الأول من هذا العمل، الذي يتم في الوقت الحالي كتابة سيناريو جزئه الثاني، ليتم عرضه خلال رمضان القادم، دورا لم نعتد أن نشاهدها فيه، وهي الممثلة التي اعتادها الجمهور الجزائري في أدوار حيوية مليئة بالتشويق خاصة إذا ما كانت ستقدم دور الشريرة، وهي الأدوار التي برزت فيها نوال زعتر وترسخت صورة هذه الأدوار في ذهن المشاهدين الجزائريين. وعن هذه التجربة التي جمعتها مع المخرج مسعود العايب، قالت زعتر في حديث مع “الفجر”: “أرى بأن هذه التجربة لم تخدمني مطلقا..وأعتبرها تجربة سيئة مقارنة مع ما سبق وأن قدمته من أعمال”. وعرجت المتحدثة عن الأسباب التي جعلتها تحكم على هذا الدور بالفشل بأن العديد من المتتبعين لمسيرتها الفنية أعابوا عليها الدور الذي قدمته مع طاقم عمل مسلسل “الذكرى الأخيرة”. وعادت زعتر في حديثها إلى الطريقة التي تم عرض السيناريو عليها، حيث صرحت لنا بأنها آخر ممثلة حصلت على سيناريو العمل فيما حصل باقي الممثلين على السيناريو قبلها بأشهر عديدة قبل الشروع في تصوير أحداثه، وهو ما جعلهم مهيئين نفسيا وعمليا لتصوير الأدوار الموكلة لهم، فيما وجدت هي نفسها في حرج كبير، خاصة وأنها لم تطلع على العمل إلا أسابيع قبل الشروع في تصوير الدور الموكل لها. ولأجل هذه المعطيات قررت الممثلة زعتر من الآن فصاعدا أن تختار أدوارها بدقة متناهية، وتراعي طريقة تعامل المخرجين والمنتجين معها، لأنها -تقول المتحدثة- لا ترغب في أن تخسر بعد كل هذه السنوات من التفاني في العمل التلفزيوني الدرامي وأن تتحول إلى مجرد ممثلة يستعين باسمها المخرج في اللحظات الأخيرة. وذكّرت المتحدثة بالطريقة الفنية العالية التي كان يتعامل بها المخرج المرحوم جمال فزاز مع طاقم عمله، حيث كان يستشيرهم في كل كبيرة وصغيرة، كما أن الحوار كان مفتوحا دائما معه ومع الممثلين، قبل التصوير وأثناءه. على صعيد آخر، قالت نوال زعتر بأنها في الفترة الحالية تقوم بقراءة عدة سيناريوهات تم عرضها عليها، وهي الآن بصدد انتقاء واحد منها لكي تبدأ مستقبلا في تصويره إذا ما وجدت الظروف الملائمة لذلك، ونفت المتحدثة أن يكون همها الأول والأخير الظهور في الشبكة البرامجية الخاصة بشهر رمضان، بل ترى أن الأهم بالنسبة للفنان الحقيقي هو أن يقدم عملا في مستوى طموحاته وسمعته في الوسط الفني، لأن العمل الجيد سيراه المشاهدون ولو بعد 100 سنة من تصويره. وأعابت زعتر الطريقة التي اتبعها أغلب المخرجين خلال شهر رمضان الفارط، حيث قاموا بالإسراع من وتيرة تصوير أعمالهم الفنية متناسين ذوق المشاهد الجزائري، وهو ما جعل العديد من المشاهدين يعزفون على متابعة الأعمال الوطنية.