نفت مصادر من وزارة الخارجية الإيطالية، أن تكون القمة الجزائرية-الإيطالية التي كانت مقررة اليوم، بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، قد أجلت لأسباب سياسية، وإنما بسبب “وجود المسؤول الإيطالي في فترة نقاهة يقضيها ببلاده، بعد خضوعه لعملية جراحية مؤخرا على مستوى يده اليسرى”. وقالت ذات المصادر، أمس، في اتصال مع “الفجر”، إن القمة الجزائرية-الإيطالية، لم تلغ بشكل نهائي، وإنما أجلت إلى وقت لاحق، لم يتم تحديده بعد، وأضاف بالقول إن موعد القمة المقبلة مرهون بموافقة الجزائر، بعد إفادتها بمقترحات التواريخ من روما. وكشفت مصادر “الفجر” عن دراسة الدبلوماسية الإيطالية لفكرة إيفاد مسؤولين إلى الجزائر خلال هذه الأيام من أجل تقديم اعتذارات عن تأجيل قمة برلسكوني-بوتفليقة، والإبقاء على التواصل بين البلدين في إطار الحفاظ على العلاقات بين الجزائروروما التي أطرت في اتفاقية صداقة منذ سبع سنوات، وكانت القمة الجزائرية-الإيطالية، قد أعلن عنها خلال زيارة وزير الخارجية، فرانكو فراتيني، إلى الجزائر في جويلية المنصرم. وتسعى روما إلى توسيع تعاونها الاقتصادي مع الجزائر وإخراجه من دائرة الغاز التي حصر فيها منذ سنوات، حيث برز اهتمام إيطاليا بالجزائر كزبون، خاصة في مجال التسليح والمعدات الحربية في السنوات الأخيرة، بالموازاة مع مخطط تحديث الجيش الوطني الشعبي، الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. وفي هذا السياق، أعلن أمس الرئيس التنفيذي لعملاق صناعة الدفاع الإيطالي “فينميكانيكا”، بيير فرانشيسكو غوارغواليني، نقلا عن وكالة “أكي” للأنباء، أن مجموعته “تتطلع إلى السوق العسكرية الجزائرية، من خلال تصدير الطائرات الحربية لها”، وأضاف أن شركته تسعى لدخول السوق الجزائرية وعدد من الدول العربية. وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت عن برنامج اللقاء الجزائري-الإيطالي، الذي كان مقرر اليوم، على أنه سيتمحور حول ملفات هامة من ضمنها صفقات تسليح وملف الهجرة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، والتوقيع على اتفاقية تسليح قيمتها أربعة ملايير أورو، تتمثل في تزويد البحرية الوطنية بسفينة نقل لوجيستي وأربع فرقاطات، تضاف إلى صفقة تجهيز الجيش الوطني، بثلاثين طائرة عمودية، وكذا ملفات ذات اهتمام مشترك.