أجّل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني زيارته إلى الجزائر التي كانت مقررة غدا الثلاثاء، كونه يمر بحالة نقاهة إثر إجرائه لعملية جراحية في يده. وأفادت وسائل إعلام إيطالية عديدة أن برلسكوني اضطر إلى تأجيل الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها إلى الجزائر يومي 19 و20 أكتوبر الجاري، لعقد القمة الجزائرية الإيطالية، وذلك بسبب تواجده في فترة نقاهة إثر إجرائه عملية جراحية في معصمه الأيسر، مشيرة أن موعد القمة سيتم تحديده في وقت لاحق. وأشارت المصادر ذاتها أن فترة النقاهة التي يمر بها رئيس الوزراء الإيطالي قد تسببت أيضا في تأجيل زيارته التي كان سيقوم بها إلى بلغراد، حيث كان مقررا أن يلتقي الرئيس الصربي بوريس تاديتش. ورأت بعض الأقلام الإيطالية أن هذا التأجيل يصب في خانة الملياردير برلسكوني الذي استدعى مؤخرا من جديد للمثول أمام النيابة العامة في روما، رفقة عدد من الأشخاص الذين يُعتقد أن لهم صلة بما يعرف بقضية حقوق البث التلفزيوني والتي يتهم هؤلاء في إطارها بالتهرب من الضرائب عامي 2003 و2004 في ميزانيات مقدمة من شبكات تلفزونية تسيطر عليها مؤسسة ميدياسيت التابعة لبرلسكوني، ومعلوم أنه قد استدعي في هذه القضية نجل هذا الأخير بيير، الذي يرأس الشركة للمثول أمام النيابة العامة. وكان ينتظر من القمة الجزائرية الإيطالية التي أجلتها حالة برلسكوني الصحية أن تتوج بالتوقيع على عدة اتفاقيات عسكرية وأخرى اقتصادية، خاصة وأن الوفد الإيطالي كان سيضم في صفوفه عددا من الوزراء ورجال الأعمال الذين يريدون تعزيز تواجدهم في الجزائر بغية المحافظة على بقاء روما كثاني شريك اقتصادي للجزائر. وباشر البلدان في وقت سابق مفاوضات بخصوص شراء الجزائر مروحيات ''أغوستا ويستلاند'' الإيطالية، حيث اتفقا في مرحلة أولى على عقد يشمل 30 إلى 40 طائرة مروحية، رغم طموح الروم لبيع نحو 124 مروحية، مع تقديمهم التزاما بالتعاون مع الجزائر واعتماد اتفاق يتضمن إمكانية تركيب ثلث الطائرات المروحية في الجزائر، بالإضافة إلى الاستفادة من التقنية والتكنولوجيا والتأهيل والتدريب. وقدرت بعض المصادر هذه الصفقة بنحو 3 مليارات يورو، مشيرة أن البلدان قد دخلا أيضا في مفاوضات بخصوص شراء فرقاطات تصنعها المجموعة الإيطالية ''فينكانتييري''، في عقد مرتقب التفاوض بشأنه والخاص بتوفير سفن إنزال بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 500 مليون يورو. وكانت هذه القمة التي أجلت ستتطرق إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ففي وقت تحاول فيه الجزائر الاستفادة أكبر قدر ممكن من التجربة الإيطالية في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تسعى روما إلى تعزيز تعاونها الثنائي في مجال الطاقة، خاصة وأن الجزائر تعد أول مورد للغاز الطبيعي لإيطاليا، حيث تلبي 35 في المائة من احتياجاتها عبر خط أنابيب الغاز ''ترانسماد''، والذي يربط الجزائر بصقلية مرورا بتونس، وتبلغ طاقته حوالي 34 مليار متر مكعب سنويا، إضافة إلى أن الجانبين يعملان من أجل تشغيل خط أنبوب جديد للغاز وهو المعروف بمشروع ''غالسي''، الذي انطلقت به الأشغال منذ أشهر، وينتظر أن يدخل حيز العمل ابتداء من عام ,2012 والذي سيربط بين الجزائر وسردينيا وتوسكانا. وكان يتوقع من الزيارة المؤجلة أن تتطرق إلى مسألة التعاون بين حوضي المتوسط، خاصة في ظل جمود الاتحاد من أجل المتوسط الذي قد تؤجل قمته القادمة المقررة نوفمبر الداخل في برشلونة الإسبانية، ومعلوم أن البلدين يجمعان على فشل هذا التكتل ولا يريدانه أن يكون نسخة جديدة من مسار برشلونة الذي لم يحقق شيئا من طموحات البلدان المتوسطية. ومن المؤكد أن القمة التي ستعقد في وقت لاحق ستناقش موضوع الهجرة غير الشرعية بالنظر إلى توافد عدد كبير من الحراقة الجزائريين على السواحل الايطالية، إضافة إلى أن موضوع مكافحة الإرهاب سيكون في صلب المحادثات التي ستجمع وفدي البلدين.