انطلقت أول أمس ببلاد الزعيم مانديلا نهائيات كأس إفريقيا للسيدات، التي افتتحها منتخبا جنوب إفريقيا ضد تنزانيا، وعاد الفوز لمنتخب البلد المنظم 2-1. واليوم سيكون الموعد مع فحلات الجزائر لدخول المسابقة بمواجهة صعبة ضد منتخب غانا، لكن رغم صعوبة المأمورية فالجزائريات مطالبات بتحقيق انطلاقة قوية لتحقيق حلم المرور للدور الثاني لأول مرة شيح والتحفظ الكبير قبل تنقل منتخبنا إلى جنوب إفريقيا بدا المدرب عز الدين شيح متحفظا كثيرا، حيث أكد أن المنتخب الجزائري أوقعته القرعة في مجموعة نارية وسيحاول تخفيف الأضرار والدفاع قدر المستطاع عن حظوظه أمام منتخبات اكتسبت تقاليد كبيرة في هذه المنافسة، خاصة الخصم الأول منتخب غانا الذي ترك بصماته في أغلب الدورات الفارطة. مزيج بين المحليات والمحترفات يتشكل المنتخب الوطني النسوي من مزيج بين المحليات وأغلبهن من نادي الجزائر الوسطى، بداية بالقائدة دلهوم صبرينة وزميلاتها ياحي وفضول، أو شلة آفاق غليزان التي دعمت المنتخب بست لاعبات. أما المحترفات فهن ثماني لاعبات، ست منهن ينشطن بفرنسا وواحدة في إسبانيا وأخرى في الإمارات العربية وبالضبط في أبو ظبي. ويعول شيح على هذه التركيبة لتحقيق أحسن النتائج. المطلوب تفادي نكسة 2006 ستكون مهمة المنتخب الحالي تمرير الإسفنجة على المشاركة الكارثية في دورة 2006 التي لعبت بنيجيريا. فرغم أن منتخبنا وقتها أقام تربصا مغلقا بالسينغال لمدة 10 أيام، إلا أن النتائج كانت سلبية بكل المقاييس: خسارة ضد جنوب إفريقيا 0-4 ثم أخرى بسداسية دون أدنى رد أمام البلد المنظم نيجيريا، ثم تعادل لا معنى له في المباراة الأخيرة أمام غينيا الاستوائية 3-3. هل ستكون المشاركة الثالثة ثابتة...؟ تعد مشاركة الجزائر في هذه البطولة الثالثة لكون منتخبنا للسيدات سبق له أن شارك أيضا في دورة 2004، ووقتها استهل المشاركة بخسارة ثقيلة أمام نيجيريا 4-0 ثم فوز هو الوحيد لحد الآن ضد مالي 3-0 ثم خسارة أمام الكاميرونيات 3-1. ونأمل أن تكون المشاركة الثالثة ثابتة وأحسن من سابقاتها، خاصة مع الإرادة الكبيرة التي تحدو واضح أسماء وزميلاتها لخطف التألق. غانا محظوظة أمام العرب...؟ يعد خصم منتخبنا اليوم أحد المنتخبات التي سجلت حضورا دائما في النهائيات، لكن بنتائج متذبذبة. فمثلا في الدورة السابقة لعام 2008 عجزت الغانيات عن تجاوز الدور الأول لكنهن في دورة 2006 لم يضيعن أية نقطة في مجموعتهن، ولم يخسرن سوى في النهائي أمام النيجيريات، كما أنهن شاركن في مونديال 2007 وخرجن بخفي حنين بعد 3 هزائم أمام أستراليا ثم كندا، وأنهين مشوارهن بسباعية من النرويجيات. لكن التاريخ يقول إنهن محظوظات عند مقابلتهن للكرة العربية، حيث سبق لهن اللعب والفوز على التونسيات 3-2 في دورة 2008 والمغربيات 3-0 في دورة 2000 وتأهلن للدورة الحالية بفوز مزدوج على السينغاليات 0-1 في داكار و3-0 في آكرا. الجزائريات يردن إعادة سيناريو أم الدنيا ستدخل زروقي دليلة ورفيقاتها بروح البطولة العربية لعام 2006 التي جرت في مصر، وشهدت اكتساحا جزائريا خالصا من المباراة الأولى التي فزن بها أمام اللبنانيات 12-0 ثم تعادل سلبي مع المغربيات، ففوز رائع في المربع الذهبي أمام التونسيات 3-0، وفي النهائي سجلت المحترفة ليليا بومرار أغلى هدف في مشوارها وأهدت هذا المنتخب لقبه الوحيد، والذي كان على الصعيد الإقليمي، في انتظار انتفاضة على المستوى القاري، ولو أن الخطوة الأولى حدثت في التصفيات بعد ضمان التأهل لنهائيات جنوب إفريقيا من تونس والبقية تأتي.