بجرم حيازة المخدرات وترويجها، مثل أمام الغرفة الجزائية الرابعة كهل في العقد الرابع من عمره، يدعى “ق.ع”، ينحدر من الحي الشعبي باب الوادي بالعاصمة، على خلفية تورطه في جرم خطير يتعلق ببيع المخدرات وتسميم الفئة الشابة مستعملا دراجته النارية حتى يسهل عليه التنقل بين الأحياء، وحتى لا يلفت انتباه رجال الشرطة أيضا، غير أنه وقع في قبضتهم بعدما اشتبهوا فيه فأوقفوه على مستوى حاجز أمني، وتم تفتيشه فضبطت بحوزته كمية من المخدرات وشفرة حلاقة، إضافة إلى ملغ مالي، فأمسكوا به وتم استجوابه ومن ثم إحالته على العدالة من أجل مواجهة فعلته الخطيرة. وحسبما تبين خلال جلسة المحاكمة، فإن المتهم في قضية الحال يمتهن “الزرنة” ومدمن على المخدرات أيضا مند 20 سنة، ثم مع مرور الأيام أصبح يشتري كميات منها ثم يبيعها للشبان. وبكل وقاحة اعترف المتهم أمام المحكمة أنه يستهلك المخدرات منذ أن كان شابا وأصبح من المدمنين عليها، حيث لم يفلح في التوقف عن تناولها بعد مدة 22 سنة، وهي المدة نفسها التي بدأ فيها ممارسة الزرنة في الأعراس، ناكرا الترويج لها بين أوساط الشباب. غير أن رئيس الجلسة واجهه بشفرة الحلاقة التي ضبطت بحوزته بمعية المخدرات، فصرح أنه لم يحملها معه بغرض استعمالها، وهو القول الذي لم يقنع هيئة المحكمة. أما دفاعه، فقد حاول تخفيف التهمة عن موكله محاولا تبرئته من جرم المتاجرة، انطلاقا من اعترافات المتهم خلال استجوابه خلال مراحل التحقيق وخلال محاكمته أيضا، مشيرا إلى أن تهمة المتاجرة بالمخدرات غير ثابتة في حق موكله، كونه أسند له جرم المتاجرة على أساس شفرة الحلاقة، التي لم تكن تحمل آثار المخدرات كالغبرة أوالحروق، مشيرا خلال مداخلته أيضا إلى أن موكله لم يتم تفتيش منزله، وهو إجراء قانوني من الضروري توفره في ملف القضية. أما عن المبلغ المالي فقد سلمه له أحدهم من أجل شراء بعض مستلزمات البناء، كون موكله كان بصدد تهيئة شقة، مضيفا أن صاحب الشقة قد اعترف أن المبلغ يعود إليه، وقد تعذر عليه الحضور للإدلاء بشهادته لأنه معوق، ملتمسا في الأخير من هيئة المحكمة تبرئة موكله من جرم الترويج، وإفادته بأوسع ظروف التخفيف من جرم استهلاك المخدرات، لأنه رب عائلة وأب لثلاثة أطفال وهو الوحيد الذي يعيلهم. وفي هذا المقام قررت المحكمة النطق بالحكم الأسبوع المقبل.