علمت “الفجر” من مصادر مطلعة بباريس، أن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، سيوفد مع مبعوثه الشخصي، جون بيار رافاران، الذي يحل قريبا في زيارة بالجزائر، دعوة رسمية للرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لزيارة فرنسا منتصف ديسمبر المقبل، وهي الزيارة التي تأمل باريس أن تتم في آجالها، بعد أن تأجلت عدة مرات، بسبب المد والجزر الذي عرفته العلاقات بين البلدين آنذاك، نتيجة للطرح الفرنسي المغرض لعدد من الملفات التي تربطها مع الجزائر. وقالت ذات المصادر، نقلا عن مسؤولين ودبلوماسيين فرنسيين حضروا حفل تدشين النصب التذكاري للملسمين ضحايا الحرب العالمية الثانية، بمسجد الجزائر الكبير، الذي أشرف عليه عميد المسجد، الدكتور دليل أبو بكر ووزير الدفاع الفرنسي، هيرفي موارن، إن المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ممثلا في الوزير الأول الأسبق، جون بيار رافاران، والمكلف بإعادة ترتيب العلاقات الفرنسية-الجزائرية، سيحمل في زيارته المرتقبة للجزائر يوم 24 نوفمبر المقبل، دعوة رسمية للرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لزيارة فرنسا في 15 ديسمبر المقبل، وهي الزيارة التي تأجلت عدة مرات، بسبب الطرح الفرنسي المغرض لعدد من الملفات، منها إعادة إحياء ملف رهبان تيبحيرين باتهامات خطيرة وجهها الجنرال بوشوالتر لمؤسسة الجيش، والتوقيف التعسفي للدبلوماسي زياني حسني، واتهامه بضلوعه في اغتيال المحامي علي مسيلي، إلى جانب تصنيف الرعايا الجزائريين في القائمة السوداء، كمصدر خطر على الأمن الفرنسي. وتأتي هذه الدعوة الرسمية الموجهة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة فرنسا، في ظروف مغايرة، بعد شبه انفراج في الأزمة بين البلدين، ومشاركة الرئيس بوتفليقة في الطبعة الخمسين لقمة فرنسا-إفريقيا بمدينة نيس، والزيارات المتتالية لوزراء مختلف القطاعات الفرنسية، خاصة ما صاحب ذلك من تصريحات بعد الزيارة الأخيرة لوزيرة العدل الفرنسية، جون ماري آليو، حيث وصف الرئيس بوتفليقة لدى استقباله الوزيرة طبيعة العلاقات الجزائرية-الفرنسية بأنها “على أحسن ما يرام”، وأعطى انطباعا بأنه لا يرفض زيارة باريس، بقوله “إن شاء الله”، في رده على أسئلة الصحفيين.