أفادت مصادر دبلوماسية فرنسية أمس، أن الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية، آن ماري ايدريك، ستلتقي خلال زيارتها للجزائر مطلع الأسبوع المقبل، وزير المالية، التجارة والصناعة وذلك في إطار الرهان الذي أطلقه الرئيس نيكولا ساركوزي مؤخرا حول تفعيل التعاون الاقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار بين البلدين·وتأتي زيارة ايدريك، المندرجة في قالب بعيد عن الارتدادات السياسية وتداعيات الملفات العالقة بين قصري ''المرادية'' و''الاليزيه، بعد أقل من أسبوع من تنحية وزير الخارجية، برنارد كوشنير، عن إدارة العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، ومنح الملف لجون بيار رافاران، الذي شغل منصب وزير أول في عهدة الرئيس السابق، جاك شيراك· وستقوم موفدة وزارة الخارجية الفرنسية، باستكمال النقاش الذي خاضه الأمين العام ل''الاليزيهف، كلود غيون، مع الوزير الأول، أحمد أويحيى خلال شهر جوان المنصرم، كما ستحضر ايدريك خلال لقائها بالمسؤولين الجزائريين، لإطلاق أولى الخطوات التمهيدية لزيارة موفد ساركوزي الجديد إلى قصر ال''كي دورساي''، جون بيار رافاران، إلى الجزائر·وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن ''تاريخ زيارة رافاران لم تحدد بعد ولكن المؤكد أنها ستكون قبل انقضاء العام الجاري''، مضيفة ''إن مهمة مبعوث ساركوزي لإرساء قواعد التعاون الاقتصادي لا تتعلق بالوجه السياسي للعلاقات الفرانكوجزائرية''، ويتضح من خلال هذا الطرح أن مسؤولي قصر ''الاليزيه ''قد كيفوا سياساتهم وفق ما تقتضيه التوجهات الاقتصادية المدروسة لتجاوز عقبات الأزمة المالية العالمية التي طفت بوادرها خلال عام ,2008 وأطلقوا رهانا صريحا يرمي إلى افتكاك جزء من مشاريع الاستثمارات المخصصة خلال الخماسي 2010-2014 والذي رصد له غلاف مالي قدر ب 286 مليار دولار، وهي القيمة التي أسالت لعاب العديد من الشركات الأجنبية وأضحت حلبة صراع تنافسي بينها· وتتزامن زيارة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية، مع تواجد وزير الداخلية السابق والمرشح لرئاسيات ,2012 جون بيار شوفنمان، بالجزائر بداية من الأحد المقبل، حيث نشرت ''البلاد'' سابقا، المحاور التي ستتضمنها زيارة هذا الأخير والمتمثلة في عقد ندوة بوهران في 19 من سبتمبر الجاري، ومحاضرة بالجزائر العاصمة في 21 من ذات الشهر، حيث أشاد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي بالعلاقة المتينة التي تربطه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 1962 عندما كان يشغل منصب وزير في عهد أحمد بن بلة، وذكر في هذا الشأن أنه سيلتقي أشخاصا يعرفهم جيدا دون الكشف عن هويتهم ·