قالت المطربة القبائلية، فطة يليس اذورار، في زيارة قادتها مؤخراً لمقر جريدة ”الفجر”، بساحة أول ماي بالعاصمة، أنها تسعى دائما لتقديم صورة جيدة عن المرأة الفنانة والمبدعة التي تنحدر من منطقة القبائل، رغم كل ما تعانيه تعاني من جراء غياب الدعم المعنوي لها في هذا المشوار الذي يمتد إلى سنوات طويلة خلت، قضتها بين الغناء والتمثيل.. هل لك أن تحديثنا على بداياتك الأولى في عالم الغناء والتمثيل؟ كانت البداية منذ مرحلة الطفولة، حيث كنت أقوم بكتابة الأشعار وكلمات الأغاني التي كنت أرددها على الأهل والأصدقاء، وهو ما حفزني إلى أن قصدت أحد المنتجين المتواجدين بمنطقة تيزي وزو التي أنحدر منها، وعرضت عليه بعض الأغاني التي كنت قد أعددتها، نالت إعجابه ووافق على طرح أول ألبوم لي، واليوم أصبح في رصيدي 4 البومات وأنا أحضر لطرح الألبوم الخامس. وماذا عن التمثيل؟ دخولي إلى عالم التمثيل، كان صدفة لا غير، حيث اقترح عليّ أحد المخرجين دبلجة أحد الأفلام من اللغة العربية إلى اللغة الأمازيغية، وبعدها أصبحت أقوم بهذا العمل وقمت بدبلجة العديد من المسلسلات والأفلام والسكاتشات من اللغة العربية إلى اللغة الأمازيغية، إلى أن اقترح عليّ لعب دور في فيلم”مخلوف”، ثم شارك في فيديو كليب للفنان القبائلي بلقاسم إيحرافن، ومؤخرا انتهيت من تصوير دوري في فيلم ”ثيذتس ايتسوافرن” للمخرج رابح ديشو، وهو فيلم باللغة الأمازيغية يحكي قصة صياد في منطقة ريفية، وجد مولودا حديثا بأحد الغابات التي رماه فيها عمه ليستحوذ على إرث العائلة، تتوالى الأحداث ويعثر عليه السعيد وهو صيّاد في تلك الغابة إلى بيته لتقوم بعدها زوجته حجيجة، وهو الدور الذي مثلته أنا، بتربية ورعاية هذا الطفل على أن يكبر وتخبره العائلة بأنها عثرت عليه في الغابة فيقرر البحث عن أهله. والفيلم من المقرر أن يتم عرضه على القناة الفضائية الرابعة الناطقة بالأمازيغية عما قريب. كما عرض لي في شهر رمضان الفارط، مسلسل ”الحقيقة المقنعة”، الذي أخرجه تلفزيونيا رابح ديشو، وقد مثلته فيه دور البطولة رفقة كوكبة من نجوم التمثيل. بمن تأثرت فطة، في بدايتها الفنية، من أعمدة الغناء والفن الجزائريين؟ تأثرت كثيراً بالممثلة القديرة خالتي شريفة، وهو ما يعكسه توجهي في الغناء، حيث اعتمد على طابع الفلكلور في أغلب الأغاني التي أقدمها، كما تأثرت بالعديد من المطربين الآخرين أمثال حنيفة، ياسمينة، زهرة، آيت منقلات، معطوب الوناس، وغيرهم من نجوم الأغنية القبائلية الذين علموني كيف أشق طريقي الفني بثبات وبلا صخب. قلت إنك تحضرين لألبومك الخامس في مسيرتك الفنية، ما الجديد الذي سيحمله هذا الألبوم؟ سيحتوي الألبوم الجديد الذي سيصدر عن ”إديسيون أمازيغ مشدالة”، على 8 أغاني جديدة تتنوع بين طابع الفلكلور والتراث، بالإضافة إلى بعض الأغاني العاطفية وأغاني الأعراس، وحاليا أقوم بتسجيل الأغاني التي كتبت أغلب كلماتها. والألبوم سيحمل عنوان ”يوغار اوسيغنا ثفكث” أي ”الغيوم التي حجبت الشمس ستزول”، وهي أغنية مهداة مني لكل فناني منطقة القبائل الذين لم يجدوا فرصتهم في عالم الفن عندنا. لماذا، في رأيك، لم يجد هؤلاء فرصة الظهور بعد رغم أن الساحة الفنية اليوم تسع الجميع؟ الفنان اليوم إذا لم يذهب إلى الإعلام فالإعلام لا يذهب إليه، ولا يعترف به ولا يسمع به الجمهور، لذلك مهما كان المطرب يمتلك الكاريزما اللازمة للغناء إلا أنه سيبقى حبيس وسطه الذي يضم أهله وأصدقائهم والمحيطين به لا غير، لذلك نجد أن عددا قليلا منا استطاع أن يفرض نفسه وسط الإعلام الوطني، فيما يبقى الكثير منا، خاصة الذين ينتمون إلى منطقة القبائل، يعاني في صمت ويدندن لنفسه لا غير.