لم توافق الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ على اهتمامات وزير التربية الوطنية بخصوص التركيز مستقبلا على بناء المكتبات وتجهيزها، ثم العمل على توفير خزانات الأدراج للقضاء على ثقل المحافظ لدى التلاميذ، حيث أكدت أن الأولية يجب أن تمنح للتدفئة، التي تفتقر إليها 60 بالمائة من المدراس، و80 بالمائة من الابتدائيات، مستعجلة تجهيز المدارس بوسائل التدفئة، بعد أن أثارت تخوفها من عواقب البرد القارس خلال فصل الشتاء الذي هو على الأبواب، محذرا من مرض الروماتيزم الذي يهدد ما يزيد عن ثلاثة ملايين طفل في الابتدائي، جراء افتقار 80 بالمائة من الابتدائيات للمدفئات بن بوزيد يتحدث عن بناء المكتبات و14 ألف مدرسة تفتقر للتدفئة والوجبات الساخنة انتقد رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريح ل”الفجر”، الإجراءات التي أعلنت وزارة التربية الوطنية، القيام بها بداية من العام المدرسي المقبل والتي جاءت على لسان مسؤولها الأول، الوزير أبو بكر بن بوزيد، في زيارة تفقدية قادته يوم الأربعاء الماضي إلى ولاية ڤالمة، حيث أكد خلالها أن وزارته ستركز بداية من الموسم الدراسي المقبل على إيلاء أهمية خاصة لبناء وتجهيز المكتبات على مستوى جميع المؤسسات التربوية، من بناء وترميم وتجهيز المكتبات على مستوى 2.000 ثانوية و5 آلاف متوسطة وكذا 18 ألف مدرسة ابتدائية مع ربطها بشبكة الأنترنت، مشيرا في ذات السياق إلى أن الميزانية الحالية للوزارة والمقدرة بما يقارب 11 مليار دولار ستسمح بالتكفل بعدد كبير من الهياكل المكتبية، على أن ينحصر الاهتمام الثاني لوزارة التربية إلى جانب المكتبات، في كيفية التخفيف من ثقل المحافظ على التلاميذ جراء كثرة الكتب المدرسية المقررة في البرنامج، حيث أكد الوزير على ضرورة التزام المؤسسات التربوية بتوفير “خزانات أدراج” بالمفاتيح لمصلحة المتمدرسين، مؤكدا على تخصيص وزارته لأكثر من 10 ملايير دينار كل سنة دراسية لتجديد الأثاث والتجهيزات القديمة الموجودة على مستوى المؤسسات التربوية. وأكد أحمد خالد أن هناك أولويات كثيرة لم يتم تحقيقها على مستوى المؤسسات التربية، في مقدمتها النقل والإطعام والتدفئة، التي يفتقد إليها التلاميذ، بالعديد من مناطق الوطن، على غرار النائية منها، كالجلفة وعين الدفلى وباتنة، وحتى العاصمة. تبعية الابتدائيات للبلديات المفلسة وراء معاناة التلاميذ وكشف المتحدث أن 60 بالمائة من المدارس بأطوارها الثلاثة لا تتوفر على التدفئة، وهو ما يعادل 14 ألف من مجمل 24 ألف مؤسسة، منها ما حوالي 80 بالمائة تخص فقط مدارس الابتدائي، جراء تبعيتها للبلديات في تسييرها المادي، حيث تعرف هذه الأخيرة بأنها مفلسة وعاجزة عن توفير الضروريات بالمدارس المنتمية لها. وتخوف ممثل أولياء التلاميذ من عواقب البرد القارس، على تلاميذ المدارس، ما تعلق بالأطفال الصغار خاصة، موازاة مع الأمطار الغزيرة والبرودة التي يشهدها موسم الخريف الحالي ومنذ انطلاقه، ما ينبئ حسبه بشتاء أكثر قساوة مقارنة بالسنوات الماضية، ما يدعو إلى الاستعجال بالتدخل لاقتناء وسائل التدفئة للتلاميذ، الذي يتنقلون لمسافات طويلة تحت المطر، ليجبروا على الجلوس ليوم كامل مبللين ودون تدفئة، مع العلم أن عدد كبير من المدارس تعتمد على الوجبات الباردة دون الساخنة. وأكد أحمد خالد أن تلاميذ الابتدائي والذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين تلميذ، مهددون بالإصابة بمرض الروماتيزم، دون غيرهم من تلاميذ الأطوار الأخرى، باعتبار أن المتوسطات والثانويات مجهزة مقارنة بالطور الابتدائي، لأن ميزانيتها تتكفل بها الوزارة الوصية. ودعا رئيس الاتحادية إلى تدخل كل من وزارة التربية والداخلية والجماعات المحلية قصد توفير الإمكانيات المطلوبة، والمدفآت، موضحا أنه لا يمانع في بناء المكتبات على مستوى المؤسسات التي تتوفر على كل الضروريات، قائلا “إن المكتبات من المكملات”.