العارضون الأجانب يؤكدون أن السوق الجزائرية ”مربحة وواعدة” يتزايد إقبال زائري الصالون الدولي السادس للسكن والبناء والأشغال العمومية بوهران من يوم لآخر، لاسيما على جناح السكن الذي يسجل به يوميا أكثر من 800 زائر، إلى جانب أجنحة العتاد والتجهيزات، الوطنية والأجنبية، ويشهد إقبالا متزايدا على العتاد الصيني بالنظر إلى التخفيضات مقارنة بالعتاد الفرنسي. وخلال زيارتنا لجناح السكن لديوان الترقية والتسيير العقاري والعديد من المقاولات الخاصة، لاحظنا الإقبال الكبير للزائرين على الجناح، بعد تقديم مشروع إنجاز 4 آلاف وحدة سكنية ومشروع 100 وحدة لمؤسسة ”هوباد”، وإنجاز محلات تجارية عبر محيط بلدية بئر الجير وبلدية الكرمة، حيث يرتقب الانطلاق في هذه المشاريع السكنية بداية من 2011، ما جعل المواطنين يتهافتون ”بقوة” للظفر بشقة واحدة من المشروع السكني. وتحدث ل”الفجر” تامر عبد القادر، المدير التجاري للشركة الصينية ”دنغ فينغ موتورز-الجزائر”، عن المشاركة الأولى لهم، بحافلات وشاحنات الأشغال العمومية، وأكد على الإقبال الواسع للزوار من ولايات الغرب، من المتعاملين الاقتصاديين الذين تقربوا منهم، خاصة أن الشركة تقدم تخفيضات بين 40 و80 مليون سنتيم، وأكد في سياق متصل مدير مؤسسة ”أرشي إيزين” التونسية، عادل أوسلاتي، عن الإقبال الكبير للزوار، لا سيما المتعاملين الاقتصاديين، ولقد لقي الصالون، يضيف، رعاية كبيرة من قبل السلطات المحلية، في انتظار إيجاد متعامل اقتصادي من الجزائر لتمثيل منتوجات الشركة في مختلف ولايات الوطن، لبيع معدات المطبخ الجاهز، مع تخفيضات تصل إلى 40 بالمائة، مضيفا أن ”هدفنا في الصالون هو التعريف بالمنتوج”، والعمل بتوصيات اتفاقيات التعاون بين غرفتي التجارة لوهران وقابس التونسية. أما مدير التصدير لشركة ”شاب” الفرنسية، إيريك بايا، والخاصة بإنتاج المدفآت وسخانات الماء، فقد صرح بأنه مؤخرا تم تسجيل تراجع في مبيعات المنتوجات الأوروبية، خاصة الفرنسية منها ”بحكم تواجدنا في السوق الجزائرية منذ 10 سنوات”، وذلك بعد الغزو الكبير للإنتاج الصيني للسوق الجزائرية وكذا العربية منها، إلا أن الإنتاج الأوروبي يبقى دائما يحافظ على جودة النوعية التي تضمن المستقبل للإنتاج، إلا أن الزبون اليوم أصبح يبحث كثيرا عن السعر المنخفض دون مراعاة الجودة، في الوقت الذي تبقى فيه السوق الجزائرية مربحة وواعدة، ويضيف أن المستقبل للجودة والنوعية وليس للسعر كما يعرضه المنافس الصيني. فكرة التسويق دون التصنيع لا تزال قائمة من جهته أوضح مستشار الشركة الألمانية ”رامس” لمعدات البناء، شارل أبرت، أن هناك مستقبلا كبيرا للدخول في السوق الجزائرية، التي دخلنا فيها منذ 4 سنوات، وهي مربحة، إلا أن المشكل الوحيد الذي يبقى مطروحا بجدية، الصعوبات التي فرضتها الإدارة الجزائرية على عملية استيراد المنتوجات الأجنبية وتسويقها في الجزائر، خاصة ما جاء في قانون المالية التكميلي لسنة 2009، الذي ضيق الخناق على المتعاملين الأجانب، وأغلق الأبواب أمامهم ”ونحن نأمل أن تكون هناك تسهيلات لنا، لأننا نريد أن نعمل كثيرا في السوق الجزائرية”، ليضيف ”نرغب منذ سنوات في دخول السوق الجزائرية، لكن حالة اللاأمن، التي كانت قائمة بالجزائر جعلتنا نتردد كثيرا، والآن نريد أن نكون حاضرين في السوق الجزائرية التي نتواجد بها منذ 4 سنوات، ونفضل تسويق منتجاتنا بالجزائر، وليس التصنيع فيها”. من جهة أخرى عبر مدير التصدير بشركة ”القال”، دكار كريم، وهي مختصة في الألمنيوم، الذي يتم استيراده من دبي وقطر وإنتاج إشارات الأشغال العمومية، والتي دخلت مرحلة التصدير بنسبة 70 بالمائة من إنتاجها نحو إنجلترا وفرنسا وألمانيا وتونس مؤخرا، حيث يقدر إنتاجها سنويا ب12 ألف طن وقامت بإنجاز إشارات لمشروع ترامواي الجزائر ”أن هدفها دخول أسواق أوروبا معربا عن ارتياحه الكبير لمشاركته في الصالون الذي سجل مشاركة قياسية للزبائن والمتعاملين الاقتصاديين” يضيف ذات المتحدث.