أكد المختصون في عالم الصحة ضرورة التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية للوقاية من العدوى، خاصة وأن هذا المرض ينتشر بسرعة، كما أنه يتسبب في تعقيدات صحية خطيرة خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة. وحسب مصادر طبية، فقد تم تسجيل العديد من الإصابات بالأنفلونزا الموسمية في كل من الجزائر العاصمة والمدية والبليدة في الأيام القليلة الماضية، التي تميزت باضطرابات جوية مصحوبة ببرودة الطقس. وحسب ما أكده الدكتور فوزي درار، مدير المخبر الوطني للأنفلونزا بمعهد باستور، فإن الأنفلونزا الموسمية شديدة العدوى وخطورتها تكمن في التعقيدات الصحية التي يمكن أن تخلّفها، مشيرا إلى أنها يمكن أن تتسبب في الإصابة ببعض الالتهابات الرئوية أو الفيروسية الخطيرة. وأضاف ذات المصدر أن الأنفلونزا الموسمية يمكن أن تحفز عدة أمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذا أمراض الجهاز التنفسي. وفي السياق ذاته، قال المتحدث بأن مخاطر الإصابة بالعدوى تزيد عند ذوي المناعة الضعيفة على رأسهم الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العامين، بالإضافة إلى المسنين والأشخاص البالغين أكثر من 65 سنة، أضف إلى ذلك الذين يعانون من الأمراض المزمنة خاصة على مستوى الكلى والرئتين والكبد. وعليه، يلح المختصون على ضرورة الإقبال على التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية خاصة بالنسبة للنساء الحوامل والأشخاص المسنين والأطفال، بالإضافة إلى الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو أمراض الجهاز التنفسي. وأكد الدكتور درار أنه يمكن الاستفادة من اللقاح مجانا، كونه مدفوع من طرف صندوق الضمان الاجتماعي، كما أوضح من جهة أخرى أن الخبراء غيّروا من تركيبة اللقاح لهذه السنة بالمقارنة مع لقاح السنة الماضية، وذلك تماشيا مع تطور الفيروس. والجدير بالذكر أن الأنفلونزا الموسمية تصيب من 3 إلى5 مليون شخص في العالم، كما أنها تؤدي إلى الفتك بآلاف الأشخاص سنويا، حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل من 250 ألف الى500 ألف حالة وفاة زد على ذلك الخسائر المادية التي تخلفها من حيث التكفل بمصاريف العلاج. وحسبما أفاد به الخبراء، يبقى التطعيم أحسن وسيلة للوقاية من الأنفلونزا الموسمية وتجنب التعقيدات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تتسبب فيها، خاصة بالنسبة لذوي المناعة الضعيفة والمصابين بالأمراض المزمنة.