حملت التنظيمات الطلابية المسؤولين عن قطاع الخدمات الجامعية مسؤولية الفشل في الحد من الفضائح الأخلاقية التي أضحت تشهدها الإقامات الجامعية، بعد أن شهدت إحدى إقامات ولاية وهران ضبط طالبة مقيمة بصدد إخراج رضيع في حقيبة، وهي القضية الثانية التي سجلت بعد شهرين على انطلاق السنة الجامعية مسؤولو الجامعات يلجأون إلى إقصاءات بالجملة للطلبة المحتجين دون المرور على مجالس التأديب طالبت هذه التنظيمات بإيفاد لجان تحقيق حول الوضعية المزرية للطلبة الذين أضحوا يعيشون في “إسطبلات”، حسب تقاريرها التي تؤكد أن عشرات الإقامات تفتقد للشروط الضرورية للمعيشة، لغياب الضوء وانتشار الأوساخ ومراحيض دون ماء ومطاعم تفتقد للنظافة. لم تخمد نار الاحتجاجات التي تبنتها الاتحاديات الطلابية، على مستوى الإقامات الجامعية وعدد من جامعات الوطن، بعد صمت المسؤولين على حل المشاكل التي بات الطلبة يتخبطون فيها، والتي لها علاقة بالجوانب الإدراية التعليمية، أو الظروف المعيشية، حيث اتهم الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين في تقاريره اليومية التي تسلمت “الفجر” نسخا منها، مسؤولي إدارات مؤسسات التعليم العالي بالتهاون في أداء مهامهم، واعتمادهم سياسة الهروب إلى الأمام، في ظل القرارات التعسفية ضد الطلبة المحتجين، على غرار القرار الذي صدر عن المجلس التأديبي للمركز الجامعي خميس مليانة في حق الطالب “عيادي موسى” والمتمثل في إقصائه لمدة عامين من مزاولة الدراسة، بتهمة اعتدائه على عون أمن، والذي أكد فيه الاتحاد أن القرار لا يستند على أي أدلة قانونية تثبت هذا الاعتداء. وسلطت الحركة النقابية للطلبة بورڤلة، الضوء على الظروف السيئة للتعليم على مستوى جامعة قاصدي مرباح، التي أضحت تتجه نحو الأسوء حسب بيان لهم، جراء سوء سياسة التسيير التي تنتهجها إدارة الجامعة بشقيها البيداغوجي والاجتماعي، حيث لم يستلم الطلبة بطاقات الطالب رغم انطلاق الموسم الجامعي منذ 30 أكتوبر المنصرم. واشتكى طلبة ورڤلة من التوزيع الزمني البيداغوجي الذي لا يفصل بين فترتي الصباح والمساء، ما يضطر الطالب على جلب وجبة غدائه معه إلى القسم، زيادة إلى نقص كفاءة بعض الأساتذة واتباع سياسة البريكولاج البيداغوجي، في الوقت الذي تشهد بعض المواد - حسب البيان - تعطلا في انطلاق الدروس في تخصصات عدة تتعلق بطلبة الماستر. وكشف البيان الإعلامي عن إقصاءات بالجملة في حال احتجاج الطلبة دون اللجوء إلى المجالس التأديبية، في ظل غياب التمثيل الطلابي في المجالس البيداغوجية والإدارية، وقطع إدارة الجامعة الصلة نهائيا مع ممثلي الطلبة ورفض الحوار معهم، عبر تقزيم دورهم وغلق مقراتهم وتعطيل نشاطتهم رغم الحق الذي يكفله لهم الدستور. إقامات ورقلة بدون كهرباء وماء ومطاعم يسيرها عمال نظافة كما تطرق تقارير الاتحادات الطلابية إلى وضعية الإقامات الجامعية بولاية ورڤلة، التي تفتقد فيها المراحيض إلى المياه، وأروقة مظلمة تسودها الأوساخ التي انتشرت لتصل حتى إلى مطاعم الطلبة، ناهيك عن وضعية عمال هذه الأخيرة الذين يشبهون وعلى حد ما نقله الطلبة بعمال النظافة جراء الأوساخ التي تطبع ملابسهم، مشيرين في ذات السياق إلى وضعية الغرف المعتمدة على أثاث أكل عليه الدهر وشرب، ما تعلق خاصة بالأفرشة القديمة، يحدث هذا في الوقت الذي تعيش إقامات ورقلة الغياب المتكرر لمدراء الإقامات. طلبة إقامات مستغانم يلجأون إلى الاحتجاج لتحسين ظروفهم ونفس الأجواء يعيشها طلبة ولاية مستغانم في إقامتهم الجامعية، حيث قرروا الدخول في احتجاجات وإضرابات مفتوحة بداية من هذا الأسبوع في معظم الإقامات الجامعية، محملين مسؤولية ذلك للمدير الولائي للخدمات الجامعية ومديري الإقامات. وموازاة مع غياب المسؤولين، وتهاونهم في أداء واجباتهم، حسب الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، تشهد بعض الإقامات الجامعية ظواهر غير أخلاقية وفضائح متواصلة، على غرار الفضيحة التي حدثت على مستوى الإقامة الجامعية بلبوري سعيد، حيث تم ضبط طالبة مقيمة على الساعة الواحدة مساء من يوم السبت المنصرم، بصدد إخراج رضيع داخل حقيبة، وهي الحادثة الثانية من نوعها التي شهدتها نفس الإقامة منذ بداية السنة الدراسية، التي انطلقت منذ شهرين فقط، واتهمت بذلك مصادرنا أعوان الأمن بمختلف الإقامات الجامعية الخاصة بالبنات بالخصوص بعدم تأدية مهامهم، حيث وصل بهم الحد إلى تسهيل عملية خروجهن ليلا ودخولهن في أوقات متأخرة.