علمت “الفجر” من مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، أن قوات الجيش الوطني التي تدخل اليوم السابع من عمليات التمشيط الواسعة التي شرعت فيها عبر مرتفعات منطقة القبائل، قد وسعت، أمس، من عملياتها العسكرية إلى غاية ولاية سطيف مستعينة بمروحيات حربية وآليات مدرعة، لتمشيط المناطق المتاخمة لجبال البابور إلى غاية قنزات، وصولا إلى الشريط الغابي الرابط بين ولايتي برج بوعريرج وعاصمة الحماديين بجاية، وهي العملية التي وصفتها مصادر “الفجر” بأنها “هامة وتكملة لعمليات التمشيط التي تشهدها تيزي وزو”. وأضافت ذات المصادر أن تحرك قوات الجيش المعززة بوحدات من الأمن المشتركة جاء بناء على معلومات جديدة، مفادها محاولة عبد المالك دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، المحاصر بين مرتفعات إيعكوران وأكفادو الحدودية مع بجاية، رغم تردد حديث عن القضاء عليه، لضم مجندين جدد من جنسيات أجنبية، من خلال استعانته بعناصر إرهابية تائبة، كلفها بعملية الوساطة ومتخذا سطيف معبرا له، وهي المكيدة التي تفطنت لها قوات الجيش التي قضت على ثلاثة من الإرهابيين في اشتباك مسلح بجبال البابور، بعدما عادوا من المهمة الموكلة إليهم بمرتفعات جيجل. وأفادت ذات المصادر بأن أمير تنظيم القاعدة اغتنم فرصة تمشيط سيدي علي بوناب ليحاول جلب مجندين جدد عبر واجهة الهضاب العليا، وهي المحاولات التي باءت بالفشل بناء على معلومات دقيقة تحصلت عليها قوات الجيش، وأشار المصدر إلى أن نجل الرجل الثاني في الفيس المحل، علي بن حاج، المدعو عبد القهار، المعروف في الأوساط الإرهابية بمعاوية والمحاصر بين سيدي علي بوناب ومرتفعات بوغني، يكون قد التقى بعبد المالك دروكدال لدى تنقله إلى سيدي علي بوناب لحضور مؤتمر سري، وعرض دروكدال عليه إجراء اتصالات مع عدد من الإرهابيين، وهي الخطة التي تم التفطن لها بناء على تحركات مشبوهة بالمناطق القريبة من سيدي علي بوناب، من خلال التكثيف في العمل الاستخباراتي الذي عجل بتحرك قوات الأمن المشتركة التي تكون قد حاصرت عبد القهار، في الوقت الذي فر دروكدال إلى أكفادو الحدودية لبجاية. وشكلت، أمس، قوات الجيش جدارا منيعا امتد من حدود بومرداس والبويرة إلى غاية حدود بجاية عبر إيعكوران وحدود سطيف عبر برج بوعريرج.