تشهد المرتفعات الجبلية لإيجر، على بعد71 كلم عن تيزي وزو، منذ نهاية الأسبوع، عمليات تمشيط واسعة من طرف قوات الأمن المشتركة التي استعانت بمروحيات عسكرية ودبابات حربية، إلى جانب قوافل من المشاة كانوا قد توغلوا منذ الساعات الأولى من يوم أمس داخل غابات المنطقة، معززين بفرق مختصة في تفكيك الألغام، خاصة وأن المنطقة معروفة بغطائها النباتي الكثيف ومسالكها الغابية الوعرة التي تتوفر على كازمات، يعود البعض منها إلى الفترة الاستعمارية• وقالت مصادر قريبة من عملية التمشيط ل ''الفجر'' إن تحرك عناصر الجيش جاء على خلفية ورود معلومات مؤكدة بوجود جماعة إرهابية مسلحة تتشكل من 40 إرهابيا، بينهم أربعة أمراء ينتسبون إلى عدة سرايا وكتائب قد وسعت من نشاطها المسلح، منها سرية المريخ وكتيبة الموت والأرقم، التي تضم ثماني سرايا تنشط على مستوى الجهات الأربع للوطن وتعتبر من أخطرها، إلى جانب كتيبة الغرباء، الذين كانوا قد فروا من غابات أكفادو ببجاية إلى مرتفعات إيجر، الأمر الذي دفع بقوات مكافحة الإرهاب إلى توسيع دائرة المحاصرة من خلال تمشيط مرتفعات كل من بوزفان إيفيغا، إلى غاية إعكوران على الطريق الوطني رقم ,12 مع تطويق بعض المنافذ المؤدية إلى القرى النائية بالجهة الشرقية، لاسيما في المكان المسمى محاقة إيقران وكذا أسيف أوسردون• عملية أمس، وحسب مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، تعد هامة بالنظر إلى العدد الكبير من قوات الأمن المشتركة التي تم إقحامها في هذه المهمة، وهذا في انتظار الاستنجاد خلال اليومين المقبلين بقوافل أخرى من المظليين لشن هجوم واكتساح معاقل الجماعات المسلحة بالجهة الشرقية لتيزي وزو والمناطق الحدودية لبجاية• وكانت مصادر محلية قد كشفت عن مشاهدتها لعناصر مسلحة ليلة أول أمس وهي تعبر باتجاه أسيف الحمام، وعلى ظهورها أسلحة رشاشة ومواد غذائية، دون أن تستفز المواطنين، الأمر الذي دفع بهؤلاء السكان إلى تجنيد أنفسهم وحماية ممتلكاتهم• في حين كشفت مصادر موثوقة عن تدمير ما لا يقل عن 5 كازمات في مرحلة أولية، إلى جانب العثور على مواد غذائية وأفرشة وبعض الأدوية بمرتفعات إيجر وعلى امتداد إيفيغا وبوزفان، إلى جانب تحديد أماكن تواجد عدد من الإرهابيين بعد العثور على آثار أقدامهم بإعكوران• وقالت مصادر محلية إن أفراد هذه الجماعة المسلحة حاولوا استهداف قافلة للجيش الأسبوع الفارط بأكفادو، إلا أن حادث مرور سبق العملية مخلفا مقتل عسكريين وإصابة 18 آخرين بجراح• وقالت مصادر على صلة بعملية التمشيط إن التحركات المكثفة لقوات الجيش، تأتي على خلفية محاولتها إجهاض أي تجمع وإعادة خلق خلايا جديدة في صفوف الجماعات المسلحة التي تبين أنها تحاول إيجاد الفضاء المناسب لتنظيم مؤتمر في ظل الحصار المفروض على أتباعها في مختلف مناطق الوطن• يحدث هذا في الوقت الذي أفادتنا مصادر متطابقة من بومرداس بمحاصرة منذ الساعات الأولى من يوم أمس الجمعة قوات الجيش لأزيد من 20 إرهابيا بمرتفعات سي مصطفى بعد القضاء على إرهابيين إثنين في أعقاب عملية تمشيط واسعة باستعمال مروحيات عسكرية، وهي العملية التي ماتزال متواصلة، في انتظار ربطها بعملية تيزي وزو في الأيام المقبلة لمحاصرة عناصر الجماعة السلفية بمنطقة الوسط، لاسيما بعد ورود معلومات تفيد بوجود أمراء ضمنها، أغلبهم التحقوا بالجبال مع بداية التسعينيات•