ألف عام من الحنين، عمر طويل من الإبداع الروائي للجزائري رشيد بوجدرة، مكنه من الوصول بأعماله إلى العالمية، الكتب التي ترجمت لأكثر من دولة ونماذج أدبه التي تدّرس في الجامعات العالمية، لكن.. هل نعرف الجانب بوجدرة السيناريست.. المهتم بالسينما والذي يرأس حاليا لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي تأخرت السينما عندنا لأن المخرجين يفضلون كتابة السيناريو هروبا من تكاليف السيناريست يعرفك العالم كروائي يكتب بلغتين.. لكن القليل يعلم أنك سيناريست كان وراء السعفة الذهبية لفيلم وقائع سنين الجمر؟ أنا مدمن سينما من زمان، أنكب على مشاهدة الأفلام كما الكتب تماما، وعلاقتي مع السينما كانت منذ البداية؛ حيث كتبت سيناريو وقائع سنين الجمر سنة 1974 الحاصل على السعفة الذهبية، كتبت أيضا فيلم "نهلة"، سنة 1982 الذي تحصل على التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج سنة 1983، وهو من أروع وأجمل ما قدم في السينما العربية، أيضا كتبت "علي في بلاد السراب" لأحمد راشدي الذي نال الجائزة الأولى في مهرجان موسكو عام 1987، بالإضافة إلى مسلسل "سيلان" من 60 حلقة للمخرج احمد راشدي، وأيضا سيناريو فرنسي حول مشكل المرأة في الجزائر للمخرج جون كالوني.. كما كتبت أيضا سيناريو "الجزائر بالأخضر" للمخرج العالمي دولفو سنة 1997. هذا الزخم.. لا يزال متواصلا؟ طبعا لا يزال متواصلا. أمضيت عقداً مع بشير درايس لكتابة فيلم حول وقائع 20 أوت 1955، الفيلم يركز على شخصية زيغوت يوسف. كما أنهيت كتابة سيناريو حول أعضاء فريق كرة القدم 1958 وهو جاهز للتصوير. رئيس لجنة تحكيم الطبعة الرابعة للفيلم العربي بوهران، كيف تلقيت فكرة اختيارك لرئاسة اللجنة؟ سررت كثيراً بالإختيار، وفي الحقيقة هذه أول مرة أترأس لجنة تحكيم سينمائية، لا أشعر بالغربة على الإطلاق، لأن منحنى اختيار لجان التحكيم في كل المجالات صارت تملك مقاييس جديدة، وهي جمع كل الفنون.. في وهران مثلا تجمع اللجنة الروائي والمخرج والصحفي والموسيقي والفنان التشكيلي، وهذا هو روح الإختيار، لأن الفنون الإبداعية متداخلة، وعندما تتواجد جميعها يصير الاختيار حقيقياً. برأيك.. ماذا تضيف المهرجانات للحالة الإبداعية العربية عامة؟ المهرجان هو اللقاء، واللقاء هو سر الإبداع، لأن اللقاءات الحقيقية مع الأمكنة ومع الناس تخلق في داخل كل مرة دهشة معينة هي التي تصنع الإبداع.. وكل شيء في الرصيد، أنا سعيد لأنني أتعرف على أشخاص من السينما من كامل البلدان العربية، كما أن المهرجانات تقدم لنا فكرة على حركية السينما والإنتاج الجديد. ما هو المقياس الذي ستعمل به في اختيار المتوجين؟ المقياس الأول هو الحوار مع أعضاء اللجنة والإختيار الجماعي. هل ستكون منحازا للنص؟ لا أحد من السينمائيين ينقص من قيمة النص.. النص هو الأصل لكن لا يكفي لأن الصورة وطريقة التصوير هي الترجمة الفعلية للنص، ومن الهام أن نأخذ كافة الاعتبارات. أما النص فهو مسكين في الوقت الحالي، لأن بعض المخرجين يفضلون كتابة السيناريو هروبا من تكاليف السيناريست، وهذا الأمر هو المسؤول عن تأخر السينما. ما هي فكرتك عن السينما العربية.. هل أنت متابع للمشهد وكيف تجده؟ الحقيقة واضحة.. السينما العالمية في تراجع.. أين السينما الإيطالية، وأين السينما الفرنسية.. على العكس السينما الصينية تتطور.. لذا الوضع معروف ولابد للقائمين عليه تداركه. وما هي الطريقة المثلى لتدارك الأمر؟ المؤكد أن التلفزيون أثر على السينما، والحل في اعتقادي هو تعليم الطفل وتعويده على السينما ودور العرض منذ الصغر.