عادت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة لتنظر في إحدى قضايا الفعل المخل بالحياء والتي اقترنت بأفعال وحشية تنم عن نفسية مريضة لصاحبها، لتشير مجددا لتنامي خطر مثل هؤلاء الأشخاص ممن يجب ردعهم بكل السبل القانونية حفاظا على أمن المواطنين. في هذا السياق، قضت ذات المحكمة بالسجن النافذ لعشر سنوات ضد الملقب ”بيتشي” وشركائه بعد أن توبعوا بتهمة محاولة الفعل المخل بالحياء والضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض والسرقة المقترنة بظرفي التعدد والعنف والتهديد ضد قاصر. أما تفاصيل القضية فتعد كابوسا عاشته فتاة في مقتبل العمر والمسماة ”س.ف” تنحدر من مدينة فوكة بالقليعة، والتي لم تكن تدري أن تاريخ 01/11/2006 سيشكل منعرجا خطيرا في حياتها بعد أن كادت تفقد شرفها وساقها في آن واحد على يد المتهم في قضية الحال ورفقائه. وحسب رواية هذه الأخيرة، فإنها كانت يومها عائدة إلى بيتها العائلي بعد انتهاء دوام العمل، وعند وصولها إلى الجهة المسماة ”لاكابس” بفوكة، اعترض طريقها أحد المتهمين محاولا التحدث معها، إلا أنها رفضت، وهو ما لم يتقبّله فسولت له نفسه أن يعتدي على حرمة حجابها ونزع خمارها بالقوة قبل أن يستعمل خنجره ويضعه على رقبتها مجبرا إيّاها على مرافقته إلى حي الملعب. وعند وصولهما قام بالتصفير لأصدقائه فجاءه ثلاثة منهم وقام أحدهم برشها بقارورة غاز مسيلة للدموع ووضع التراب في فمها لمنعها من الصراخ ثم شرع آخر في تمزيق ثيابها تحت طائلة التهديد والضرب، إلا أن ذلك لم يمنعها من مقاومتهم لتفوز بمحاولة يائسة للفرار من قبضتهم وهو ما جعل المدعو ”بيتشي” يلاحقها كالوحش المفترس موجها لها ضربة أسقطتها أرضا على مستوى ساقها اليسرى بواسطة سيف كان بحوزته، لتتغير خطتهم بسلبها ما كانت تحمله معها من مجوهرات ثم الفرار بعيدا، قبل أن تحصل المسكينة على يد المساعدة من أحد المارة الذي نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث تحصلت على 3 أشهر من العلاج المكثف لتفادي بتر ساقها. ومن خلال تحقيق عناصر الضبطية القضائية وعرض صور للمسبوقين قضائيا على الضحية، تعرفت هذه الأخيرة على أحدهم وهو المكنى ”بيتشي” الذي كشف لاحقا عن هوية شركائه، لتتم إدانة الجميع أمام جنايات البليدة بالحكم السابق ذكره.