دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى صياغة خطة سلام وفق قرارات الشرعية الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. قال عباس في كلمة مسجلة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاق حركة فتح “نطالب اللجنة الرباعية الدولية والمؤسسات الدولية المختلفة وفي طليعتها مجلس الأمن صياغة خطة سلام تتفق وقرارات الشرعية الدولية بدل الاستمرار في عملية أصبحت في الحقيقة إدارة للنزاع لا حله”. وطالب عباس الإدارة الأمريكية بتحميل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات التي بذلت الإدارة الأمريكية جهودا كبيرة من أجل استئنافها بين الجانبين. وكان استئناف إسرائيل للنشاط الاستيطاني بعد تجميد جزئي استمر عشرة أشهر قد أدى إلى توقف المفاوضات منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر. وقال عباس “لعل من المفارقات المثيرة للحيرة أن مسؤولين أمريكيين يقولون إنهم لا يعترفون بشرعية الاستيطان ولا بضم إسرائيل للقدس ثم لا نلمس أي فعل أو إجراء لمواجهة تمادي إسرائيل في الاستيطان الذي تعلن عنه بشكل سافر”. ويريد الفلسطينيون أن تركز أي محدثات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي على موضوعي الحدود والأمن مع التأكيد على أن حدود عام 67 هي الأساس وموافقتهم على إجراء تبادل للأراضي بالقيمة والمثل. وقال عباس “على الحكومة الإسرائيلية أن تتقدم بمشروعها بشأن حدود الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967 وتصورها لموضوع الأمن من خلال الطرف الثالث”. وأضاف “الاتفاق على هاتين القضيتين هو المطلوب اليوم وهو الذي سيسهل حل بقية القضايا الأساسية وننتظر أن تتركز الجهود الأمريكية على ذلك”. واستعرض عباس الأوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني وجهود المصالحة المتعثرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، مشددا على أن لا بديل عن الحوار من أجل استعادة وحدة الوطن. إلا أنه كرر رفضه لأي تقاسم للسلطات الأمنية على أساس فصائلي مؤكدا أن “أحد أهم أسباب ما حصل في قطاع غزة هو فوضى السلاح والميليشيات العسكرية للتنظيمات والخروج على قرارات الإجماع الوطني”. وأضاف “السلاح سلاح واحد، سلاح الشرعية، ولن يكون هناك تقاسم أو محاصصة في هذا الركن الحيوي من أركان وحدتنا ونظامنا الدستوري”. وتوجه عباس في كلمته المطولة إلى الشعب الإسرائيلي قائلا “أتوجه لشعب إسرائيل لأقول كما قلت في مناسبات سابقة.. إن الاستيطان لن يجلب الأمن وإن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد”. ويتواجد الرئيس الفلسطيني في البرزايل التي اعترفت قبل عدة أيام بدولة فلسطين المستقلة على حدود عام 67 للمشاركة في احتفال تنصيب الرئيسة الجديدة. وكانت البرازيل الأولى بين عدد من دول أمريكا الجنوبية التي اعترفت في الأسابيع الأخيرة بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. وبعد الاعتراف البرازيلي بالدولة الفلسطينية حذت حذوها كل من الأرجنتين وأوروجواي وبوليفيا والإكوادور. وذكرت تقارير أن تشيلي والمكسيك وبيرو ونيكاراجوا تدرس الاعتراف بها أيضا. ومن جانبها، انتقدت حركة حماس مساء الجمعة، خطاب الرئيس الفلسطيني، معتبرة أن الخطاب لا يؤسس لمصالحة فلسطينية.