تنقل وفد شبيبة بجاية إلى عين مليلة بمعنويات في الحضيض بعد الأحداث المؤسفة التي عاشها الفريق طيلة الأسبوع المتوتر الذي عاشه بسبب توتر علاقته مع الأنصار الذين أحدثوا ثورة عارمة، دفع جل ركائز النادي ثمنها فكانت علامات التأثر بداية على رفقاء زافور الذين وجدوا صعوبات جمة عند مواجهتهم للجمعية المحلية التي توجد في أفضل أحوالها في الدوري الهاوي حيث تطمح لتحقيق الصعود إلى الرابطة الاحترافية الثانية، من خلال احتلالها المركز الثالث وتفوقها في الجولة الأخيرة على أحد الفرق المرشحة بقوة للصعود بخماسية كاملة برسم الدور ال32 من منافسة السيدة لخطف تأشيرة التأهل. أمام حتمية الفوز والتأهل ولا غير، كان على المدرب مناد وأشباله تفادي الإخفاق والعودة بخفي حنين، ومنه تفادي الانكسار وتعفن الأوضاع إلى درجة الانفجار، وذاك ما دفع بالمدرب الذي كان يدرك جليا أنه يلعب مصير بقائه على رأس العارضة الفنية بتحميل أشباله مسؤولية أي تعثر، ومنه إدخال تعديلات عدة في التشكيلة التي خيبت ظنه وظن الجماهير البجاوية بوهران، من خلال المردود الهزيل والهزيمة المرة التي عادوا بها من الباهية أمام الحمراوة. مناد تخلى خلال لقاء الكأس عن خدمات الحارس الدولي سي محمد الذي عوضه بشويح وكذا الحال لزرداب الذي لم يكن ضمن قائمة ال18 لاعب بدوره. فيما أجلس الدولي السابق معيزة في كرسي الاحتياط لأول مرة منذ التحاقه بالشبيبة بعد تغيبه غير المبرر عن حصتين تدريبيتين وأقحم مكانه الشاب زيدان مباراكو الذي لعب كمدافع أيسر وقدم مردودا جيدا قد يسمح له بالحفاظ على مكانه لمدة طويلة، خاصة في ظل تراجع مستوى بلخضر فيما أشرك في خط وسط الدفاع الثنائي مقاتلي وزافور. ذات التغييرات أتت أكلها في الخط الخلفي بدليل عدم تلقي الشبيبة لأي هدف طيلة الوقت الأصلي والإضافيين للقاء. وبالمقابل لم يتمكن الخط الأمامي الذي نشطه الثنائي نجانق وقاسمي من حل شفرة الدفاع المتين للجمعية، وذلك رغم الفرص العديدة التي أتيحت لهما. فالوضع لم يتغير رغم إقحام الدولي بولعنصر، حيث احتكم الفريقان لضربات الحظ الترجيحية التي ابتسمت في الأخير لصاحب الخبرة شبيبة بجاية التي تأهلت دون إقناع. فالعلاقة الباردة بين الأنصار والفريق ستبقى على حالها ببقاء دار لقمان على ما كانت عليه، في ظل خيبة أمل الإدارة من طريقة التأهل التي كانت بفضل الحظ ولا غير، ما يؤكد أن الشبيبة ليست ببعيدة عن النفق المظلم الذي سبق لها دخوله ولم تتمكن من الخروج منه سوى بعد ثلاث سنوات قضتها في جحيم القسم الثاني حينها. مناد غضب كثيرا من لاعبيه وتوعد جلهم بالعقاب رغم ضمان فريقه لتأشيرة التأهل إلى الدور ال16 من منافسة الكأس، إلا أن المدرب مناد كان في قمة الغضب بعد نهاية المواجهة وذلك بسبب المردود الهزيل الذي قدمه فريقه طيلة اللقاء وفي شوطيه الإضافيين، حيث رفض الحديث معهم وغادر الملعب متوجها إلى العاصمة لوحده. وذاك ما يؤكد أن الفريق سيعيش أياما عصيبة أخرى بدءا من حصة الاستئناف التي ستكون مضطربة كسابقاتها، خاصة وأنها ستشهد عودة مجلس الإدارة إلى أرض الوطن بعدما تركوا النادي يتخبط في مشاكل عدة مع الأنصار إلى جانب تهديدات المدرب بإحالة بعض الركائز على المجلس التأديبي بسبب تقاعسهم عن تأدية واجبهم ككوادر للنادي ميدانيا، وتركيز جلهم على العروض التي وصلتهم لتغيير الأجواء دون اكتراثهم بالمردود الميداني وكأنهم وصلوا إلى مبتغاهم على حساب الفريق بولوجهم باب المنتخب الوطني وتلقيهم لعروض من فرق أجنبية. ذات الوضع سيزيد من تعقيد مهمة الفريق المقبل على مواجهة ساخنة وصعبة أمام فريق مولودية الجزائر الذي ضيع فوزا مستحقا بملعب النار أمام وفاق سطيف في آخر عمر المواجهة المتأخرة بين الفريقين. فالشبيبة ورغم صعوبة المأمورية أمام فرصة العمر لتدارك الوضع وتقليص الفارق الذي بدأ يتعمق مع صاحب الريادة أولمبي الشلف الذي حقق مفاجأة بداية الموسم والعودة بفوز من العاصمة، سيقلل من دون شك من التوتر القائم بين الأنصار والنادي وكذا الإدارة واللاعبين.