قضايا الأفعال المخلة بالحياء، والتي لم تعد تخلُ منها محاكمنا، متشابهة في العديد من تفاصيلها الفظيعة، والتي تخدش حياء كاتبها وقارئها. تلك الحوادث التي لا تمت بأي صلة لديننا ولا لعاداتنا وتقاليدنا في قضية الحال التي نظرت فيها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة والمتعلقة بالفعل المخل بالحياء بالعنف، جاء الحكم بالسجن النافذ لسبع سنوات ضد المتهم “س.ا”، 26 سنة، والذي ارتكب جريمته البشعة في حق نفسه وحق فتاة في ريعان شبابها بعد أن اعتدى عليها في عقر دارها. وقد لا تسترعي هذه القضية الإنتباه الذي تستحقه إلا بعد أن نقول إن ذات الضحية لم تكن سوى ابنة أخت الجاني، خالها الذي لم يعر صلة القرابة والدم التي تربطه بها أي قيمة، ولم يشفع لها عنده تخلفها الذهني الذي جعلها فريسة سهلة لوحش بشري يلبس ثوب الخال. تفاصيل القضية تعود إلى شهر ديسمبر من سنة 2009، حين تقدم والد الضحية إلى مصالح الأمن بعين البنيان لإيداع شكوى ضد صهره، الذي يعتبر ابن عمه، مفادها تعديه على فلذة كبده صاحبة ال 17 سنة، والتي لم تعِ ما كانت تتعرض له من طرف شخص ظن أنه سينجو بفعلته بالنظر إلى ضعف القدرات العقلية للفتاة، غير أن القدر جعل شقيقتها تقف على الجرم المرتكب صدفة. وقد أكد تقرير الطبيب الشرعي تلك الوقائع التي تحرتها الأم المفجوعة في ابنتها وغدر شقيقها، الذي يبدو أن أم الخبائث غيبت عقله ليفعل فعلته، والتي جاء فيها على لسانه، أنها لم تتعد المرة الواحدة، غير أن التقرير الطبي أكد تكرار الإعتداء لأكثر من مرة.. وهو ما جعل هيئة المحكمة تعود بعد مداولاتها القانونية وتدين الجاني بسبع سنوات سجنا نافذة.