بعد شهر من إشعاله النار في نفسه احتجاجا على بطالته، توفي الليلة الماضية الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي فجر الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها ولاية سيدي بوزيد على البطالة والفقر وانتشرت فيما بعد لتعم العديد من المدن التونسية بما فيها العاصمة، مخلفة مقتل مواطنين برصاص الأمن التونسي حيث أقدم البوعزيزي الحامل لشهادة دراسات عليا على إحراق نفسه احتجاجا على منعه بيع أشياء بسيطة من طرف الشرطة. أكدت عائلة الشاب محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه بسيدي بوزيد وفجر موجة احتجاجات في تونس وفاته الليلة الماضية بمركز الإصابات والحروق البليغة في بن عروس بالعاصمة التونسية. وقد ورد خبر الوفاة على لسان سالم البوعزيزي، الشقيق الأكبر لمحمد، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية. وكان محمد البوعزيزي قد أحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على منعه من بيع الخضر والغلال وصفعه من قبل أحد موظفي البلدية ورفض المسؤولون المحليون مقابلته لما أراد التشكي. وقد أدت الحادثة إلى احتجاجات من قبل أهالي سيدي بوزيد سرعان ما تطورت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن وامتدت إلى مختلف مدن الولاية وسقط فيها قتيلان برصاص قوات الأمن في مدينة منزل بوزيان إحدى مدن الولاية. وامتدت الاحتجاجات والاشتباكات مع قوات الأمن لتشمل عددا كبيرا من ولايات البلاد على غرار تونس العاصمة وسوسة وصفاقس وقفصة والقصرين والكاف وقابس. وندد المحتجون بالتهميش وغياب التنمية بعديد المناطق الداخلية، كما رفع المحتجون شعارات ضد الفساد والمحسوبية واستهدف بعضها رموز السلطة في تونس. وقد زار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي محمد البوعزيزي واستقبل أسرته، فيما اعتبره المراقبون محاولة من السلطات التونسية لاحتواء الأزمة، لكن ذلك لم ينجح في نزع فتيل الاحتجاجات.