يواصل تلاميذ المؤسسات التربوية التي تعرضت لعمليات تخريب ونهب مزاولة دراستهم بشكل عادي بعد إزالة معظم آثار التخريب والحرق، رغم النهب والتخريب، إلا أن الدروس استؤنفت بشكل عادي في مختلف المؤسسات التربوية، حيث كلفت الوزارة عدة شركات بترميم الهياكل المتضررة وتسليمها في وقت قياسي لا يتعدى اليومين ولمعاينة الوضع عن قرب، قامت “الفجر” بجولة استطلاعية لمختلف المؤسسات التربوية التي طالتها أعمال الشغب، خاصة وأن عددا معتبرا من المؤسسات التربوية في العاصمة تأثرت بموجة الاحتجاجات، والتي فاق عددها 30 مؤسسة، بين ثانويات وإكماليات وحتى مؤسسات التعليم الابتدائي، حيث حاولنا الخوض في يومياتها الجديدة، رغم أننا قوبلنا بمطلب إحضار ترخيص من مديريات التربية المعنية. وحسبما وقفت عليه “الفجر” فقد طالت الأعمال التخريبية عدة مؤسسات في شرق العاصمة في كل من برج البحري وبوروبة وشراربة وبراقي والمرسى ودرقانة وعين طاية ودرارية. فثانوية مسعودة جيدة بالشراربة بالكاليتوس، تعرضت للحرق وأعمال شغب المتظاهرين، غير أن حارس المؤسسة الذي وجدناه يزاول عمله بشكل عادي أخبرنا أن الأمور تسير على ما يرام، مؤكدا أن تلاميذ الأقسام النهائية تمكنوا من الالتحاق بمقاعد الدراسة بشكل عادي يوما بعد الأحداث، رغم أن العمل التخريبي الذي استهدف المؤسسة كان كبيرا، وأضاف ذات المتحدث “أن أعمال الترميم انطلقت بعد ساعات فقط من إخماد الحريق الذي طال المؤسسة، موضحا أن جانب الإدارة تعرض للحرق بالكامل ما أدى إلى تلف الوثائق والملفات”، غير أننا لم نجد ردا شافيا حول كيفية تعامل إدارة المؤسسة مع الجانب الإداري للتلاميذ مستقبلا. نفس الشيء وقفنا عليه في ثانوية قهواجي بوعلام، الواقعة ببلدية بوروبة، دائرة الحراش بالعاصمة، من بين أكثر المؤسسات تضررا من أعمال النهب والتخريب بسبب موجة ارتفاع الأسعار التي طالت بعض المواد الاستهلاكية، حيث تعرضت الإدارة لعملية تخريب، فلم تسلم الملفات ولا محافظ الأساتذة ، كما تمت سرقة الحواسيب الموجودة هناك ومختلف التجهيزات الأخرى وسرقة العتاد والأموال. وبالرغم من كل هذا فإن إدارة المتقنة عملت على تنظيف الثانوية وإزالة آثار الفوضى التي غطت المكان، وبشكل خاص الإدارة وقاعة الأساتذة والورشات وقاعة الإعلام الآلي، حيث عاد كل شيء إلى مكانه يوم السبت، واستقبلت المتقنة تلاميذها بشكل عادي يوم الأحد الماضي. وقد أكد لنا التلاميذ، الذين يزاولون دراستهم هناك، عودة الأمور الى نصابها، وأشاروا الى أن المؤسسة قلبت رأسا على عقب أيام الاحتجاج، حيث قال أحد التلاميذ بأن الشبان المتظاهرين أفرغوا شحنات غضبهم في تخريب وهدم وتكسير مرافق المؤسسة التعليمية، وهو الأمر الذي تأسف له كل من التلاميذ والأساتذة ، ويضيف المتحدث “لكن سرعان ما تداركت الإدارة الأمر وتم تنظيف المؤسسة وعاد كل شيء إلى مكانه”. الزيارة الأخرى قادتنا الى متقنة أحمد البيروني بالحراش، حيث علمنا من بعض التلاميذ بأنها سلمت من أعمال الشغب لحسن الحظ، ولم تلحقها يد التخريب، في الوقت الذي تعرضت إدارة ثانوية عميروش بالرغاية لعمليات تخريب محدودة، بعد فشل المخربين في اقتحام بوابتها الرئيسية بالقوة. أما في وسط العاصمة فقد تعرضت خمس مؤسسات تربوية للتخريب، منها ثانوية سعيد تواتي وثلاث ابتدائيات وإكمالية ، في حين لم يكن أثر أعمال الشغب كبيرا على مستوى المؤسسات التعليمية الواقعة في غرب العاصمة. ففي بلدية جسر قسنطينة لم يتم حرق المؤسسات، بل فضل المتظاهرون سرقة التجهيزات بطريقة سلمية، فعلى سبيل المثال تعرضت ثانوية السعيد لمية بحي 720 مسكن لسرقة أجهزة الإعلام الآلي وأجهزة “المودام” دون تكسير أو حرق أو تخريب. كما تم تدمير جوانب من ثانوية تسالة المرجة، بالدائرة الإدارية لبئر التوتة، حيث تم تكسير زجاج النوافذ وتكسير الطاولات وسرقة مجموعة من التجهيزات من إدارة المؤسسة، زيادة على قطع الكهرباء عنها. هذا، ولا توجد أرقام رسمية عن مجموع الأضرار التي تعرضت لها المؤسسات التربوية بفعل أعمال الشغب، النهب والسرقة والتخريب، إلا أن الشيء الايجابي هو أن هذه الأعمال التخريبية لم تؤثر على السير العادي للدراسة. وبخصوص الموضوع، أبدى العديد من التلاميذ وأوليائهم استياءهم من طريقة الاحتجاج العنيف الذي طال المؤسسات المدرسية، خاصة وأنه لا دخل للتلاميذ في ارتفاع أسعار السكر والزيت، مشيرين إلى أن الخسائر التي سجلت تتعلق بملفات التلاميذ التي تبين المشوار الدراسي للتلميذ، وهو ما يؤثر على عمل الإدارة.