لا تزال حوالي 400 عائلة تقيم عبر خمسة قرى ببلدية قرومة التابعة لدائرة الأخضرية، الواقعة على بعد حوالي 70 كلم شمال غربي عاصمة ولاية البويرة، محرومة من الكهرباء، خاصة أن أغلبها استفاد من البناء الريفي، حيث غادرت بيوتها القديمة المصنوعة من الطين والقصدير، وأصبحت تقيم في مساكن جديدة تتوفر على شروط الحياة باستثناء الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يتطلب الإسراع في ربطها بالكهرباء. وتتوزع هذه العائلات عبر قرى كل من الديور، عين البيضاء، عبد النور، لغرايفة وأفراس، حيث أن الدراسة الأولية لتزويدهم بالكهرباء انتهت دون أن تنطلق الأشغال. ويتساءل الكثير من سكان البلدية عن أسباب عدم استفادتهم من متوسطة جديدة، للتخفيف من الضغط الذي تعرفه المتوسطة الحالية التي تم فتحها منذ أكثر من 20 سنة، والتي تشتغل أكثر من طاقتها المحددة ب800 تلميذ وتلميذة، في حين نجد أن عدد التلاميذ بها يقدر ب1104 متمدرس، دون أن ننسى الإطعام المدرسي الذي يقتصر على البنات دون الذكور بمعدل حوالي 200 وجبة يوميا. وعبر سكان البلدية التي تعتبر من أفقر البلديات على المستوى الوطني، عن استيائهم للاكتظاظ الذي تعرفه المتوسطة الوحيدة التي تشتغل أكثر من طاقتها الحقيقية، إذ أن الضحية الأولى في هذه الوضعية هم الذكور المحرومون من خدمات المطعم، الأمر الذي ألزمهم على الصوم طيلة أيام الدراسة وتناول الخبز والمشروبات الغازية أو علبة ياوورت بالنسبة للمحظوظين منهم، دون أن ننسى المعاناة اليومية مع النقل المدرسي، خاصة أن البلدية تتوفر على أربع حافلات منها حافلة معطلة، وهو ما زاد من معاناة التلاميذ الذين ينهضون باكرا للالتحاق بمقاعد الدراسة من مختلف القرى متحملين الظروف المناخية وبعد المسافة وصعوبة التضاريس. ويلتمس سكان بلدية قرومة المقدر عددهم بحوالي 15 ألف نسمة، التفاتة الجهات المعنية والإسراع في ربط سكان 5 قرى بالكهرباء وانطلاق أشغال بناء متوسطة وتزويدهم بحافلات للنقل المدرسي.