رفضت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، الكشف عن الميزانية المخصصة لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، على اعتبار أنها تظاهرة وطنية تمس عددا من القطاعات على غرار السياحة وهو ما يعيق تحديد الرقم الإجمالي للميزانية، معتبرة السؤال عن الميزانية في هذا الوقت سؤالا هامشيا واستبعدت الوزيرة في ندوة صحفية نشطتها أمس إمكانية تأجيل انطلاق التظاهرة كما دعت إليه بعض الأطراف، في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها عدد من الدول العربية. كما أوضحت الوزيرة أن الافتتاح الرسمي للتظاهرة سيكون يوم 16 أفريل المقبل فيما سيكون الافتتاح الشعبي يوم 15 أفريل على أن تنطلق بعض الفعاليات الثقافية يوم 15 فيفري من الشهر الجاري بمناسبة المولد النبوي. وكشفت عن تأكيد 29 بلدا إسلاميا عضو في هيئة الاسيسكو للمشاركة بالإضافة إلى جانب 12 دولة أجنبية على غرار الهند واسبانيا والصين وتبقى القائمة مفتوحة ليتم الإعلان عن القائمة النهائية في ندوة صحفية ستنشطها يوم 15 مارس المقبل. وبالعودة إلى موضوع الميزانية المخصصة لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى فقد أبدت الوزيرة استياءها من التلميحات المتكررة حول المبالغ المخصصة للتظاهرات الثقافية على اعتبار أن الثقافة أمر ثانوي وهو المبدأ الذي ترفضه في التعامل مع الثقافة التي تؤكد أن ميزانيتها لا تتعدى 1 بالمائة من ميزانية الدولة. وعن البرنامج الذي ستعرفه تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية فقد أوضحت الوزيرة أنه سيشمل كل المجالات الثقافية والفنية بداية بالملتقيات؛ حيث سينظم 12 ملتقى يجمع خبراء جزائريين وأجانب لمناقشة التاريخ والفن والأدب ذو الصلة بحضارة تلمسان على غرار تاريخ حضارة تلمسان ومنطقتها/ الشعر النسوي بتلمسان. أما فيما يخص المهرجانات والتنشيط الجواري فستعيش مدينة تلمسان والولايات المجاورة على مدار السنة على وقع المهرجانات الوطنية والدولية والجولات الفنية التي ينشطها فنانون جزائريون والتي ستتوزع على تسع ولايات مجاورة لتلمسان بمعدل 200 حفل فني موسيقي على مدار السنة إلى جانب برمجة 1000 فنان وموسيقي من مختلف الطبوع. ومن بين المهرجانات الثقافية المقررة كذلك نجد المهرجان الدولي للخط العربي، المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد، المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان. أما فيما يتعلق بالمعارض فسيكون للجمهور فرصة لزيارة 10 معارض تمثل موضوعات متنوع على غرار معرض للمخطوطات الإسلامية، العصر الذهبي للعلوم في الدول الإسلامية ، فن المعمار وتاريخ المواقع والمعالم في تلمسان . وبالنسبة للكتاب والأدب فالبرنامج سيشتمل على نشر وإعادة نشر قرابة 365 عنوان ستتناول التاريخ والتراث المادي واللامادي لمنطقة تلمسان، كما ستكون هذه التظاهرة فرصة لإنجاز وإصدار طبعة مرموقة بزخرفة فاخرة للقرآن الكريم تسمى ”مصحف الرودوسي” المكتوب بالخط المغاربي على يد محمد صفاطي وكذا مصحف الخطاط شريفي، عميد الخطاطين الجزائريين. وفي السينما فقد تم إعداد برنامج يشمل إنتاج 48 فيلما وثائقيا حول تاريخ وثقافة وأعلام تلمسان وكذا أفلام خيالية.ستبث على المستوى الوطني كما ستتدعم بحافلات سينمائية .هذا إلى جانب برمجة 19 مسرحية منتجة من طرف المسرح الوطني. كما تضم هذه التظاهرة برمجة عدد من الأسابيع الثقافية الوطنية والأيام الثقافية الدولية لعدد من الدول المشاركة. أما عن شعار التظاهرة الذي تمت المصادقة عليه واعتماده من طرف اللجنة المكلفة بتحضير للتظاهرة فقد أوضحت الوزيرة أن الشعار السابق الذي اعتمدته بعض المؤسسات لا يمثل الشعار الحقيقي. وأشارت الوزيرة إلى أن التظاهرة تعد فرصة كبيرة للمدينة لتشييد فضاءات ثقافية وإعادة تأهيل مرافق هامة لاستقبال الضيوف وترميم المعالم التاريخية؛ حيث عرفت المدينة تجسيد تسع مشاريع جديدة تتعلق بالترميم على غرار إعادة بناء القصر الملكي الزياني وهو المشروع الذي ظل ينتظر التجسيد منذ الثمانينات وإنجاز قصر للثقافة وأربعة متاحف.