أعلن ضمنيا، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، عن موعد القمة القادمة لدول الجنوب حول النظام الاقتصادي الجديد، والتي ستنعقد بالجزائر خلال شهر ماي المقبل، لمناهضة العولمة ورفع تقارير وتوصيات لإنصاف جنوب الكرة الأرضية دعا باباس في لقاء دكار بالسنغال، للمجالس الاقتصادية والاجتماعية لدول الجنوب، أول أمس، إلى إيجاد إطار للتفكير حول البدائل الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، وأكد ضرورة إيجاد إطار تنظيمي قصد تعميق التفكير حول البدائل الاجتماعية والاقتصادية في عالم تسيطر عليه العولمة. وبعد أن ذكر بأن الجزائر تُعد أول بلد دعا سنة 1973 إلى نظام عالمي جديد، أكد باباس الذي يشارك في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، أن بلوغ هذا الهدف يتطلب وضع “حركة موحدة” تعطي أكثر فعالية للجمعية العالمية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية. وخلال اللقاء العالمي، أدار باباس عدة لقاءات جمعته بعدة شخصيات بارزة، منها الرئيس البرازيلي الأسبق، لويس ايناسيو لولا داسيلفا، 2003-2010، الذي تطرق معه باباس، إلى قمة الجزائر المنتظرة في شهر ماي المقبل، والمخصصة لمبادئ الرجوع إلى الأصول وبعث التشاور حول التحديات والرهانات التي تواجهها بلدان الجنوب. وقال باباس في لقائه، إن العالم تطغى عليه اختلالات في التوازن بالرغم من الثروات التي تزخر بها بلدان الجنوب، التي تعاني من هيمنة الشمال، وألح باباس على ضرورة العمل من أجل وضع “سياسات تصب في اتجاه تطلعات الشعوب النامية”، مبرزا ضرورة التعامل بالإنصاف. وأوضح في هذا الصدد أن “الأمر سيتعلق بإشراك المنظمات غير الحكومية والحركات الجمعوية وكذا المجالس الوطنية الاقتصادية والاجتماعية قصد التوصل إلى قمة اقتصادية واجتماعية تندرج في إطار امتداد نظرة المنتدى الاجتماعي العالمي الذي أطلق سنة 2010 في بورتو أليغري بالبرازيل” والذي يحمل أفكارا مناهضة للعولمة”. وأردف باباس أن “الأمر يتعلق بالبحث عن الطرق والوسائل الكفيلة بتجسيد هذه الاعتقادات المناهضة للعولمة وإدراجها ضمن الأجندة العالمية”، مفيدا في ذات الوقت بأهمية التعبئة من أجل “مواجهة الإديولوجية التحررية الجديدة التي توجد في صلب ترتيبات العولمة”. وبعد أن حذّر من أن الأمور ستصبح أكثر خطورة في العالم، في حال ما إذا بقي الوضع الحالي المتميز بالظلم والجور على حاله، أوضح مسؤول المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أنه يمكن بناء النظام العالمي الجديد على أساس “نظرة استراتيجية معدة بشكل محكم”. وأضاف يقول على هامش قمة دكار “من هذا المنظور سنعقد لقاء الجزائر، الذي سيكون فضاء نقاش، ولقد وافق الرئيس لولا داسيلفا، أن يحضره وأن يكون ضامنا لهذا المسعى الجديد”. للإشارة، فإن الرئيس البرازيلي الأسبق، يحمل أفكارا مناهضة للعولمة، ودعا في فترة رئاسته للبرازيل إلى تحيين مسودة النظام العالمي الجديد، وبنائها على أنقاض العولمة مع ضرورة إنصاف دول الجنوب، التي تتمتع بالمعادن والثروات النفطية، لكنها تعاني التبعية تكنولوجيا، لذلك طالب داسيلفا بضرورة تحقيق توازن على الأقل في مجال الاستثمارات وتوزيع المشاريع حتى لا يصل الاختلال والثوران الدول الصناعية، مثلما حدث لها خلال الأزمة المالية العالمية في 2008.