أحيانا كثيرة أشعر أن الأمير عبد القادر يصرخ في قبره، لم تكن روحه تريد ترك ضريحه بالقرب من الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.. لأن العلاقة بين محي الدين وبن عربي ليست مجرد علاقة قبور متقاربة وفقط كان الفضل للأمير في وصول المخطوط الأصلي لكتاب الفتوحات المكية للقارئ العربي. ولا نعلم الكثير عن هذا الأمر.. كذلك هناك ربط آخر حيث تقول المصادر إن أخوال ابن عربي من تلمسان، أحدهم يدعى يحي بن يغان كان له ملك عظيم في المدينة تركه وصار زاهداً يعيش من الاحتطاب.. إذن علاقة الدم ممكنة بين الرجلين.. لكن العلاقة الروحية وهي الأهم تؤكد على حقائق كثيرة للأسف لم يهتم بها الباحثين. كيف وصل الكتاب إلى يد الأمير؟؟ وما هي خفايا علاقة الأمير بابن عربي؟؟ مرات عديدة حاولت قراءة كتب ابن عربي، ولم أفلح.. كنت أشعر أنه يحتاج واسطة ما كي يفهم، وربما يحتاج مرحلة معينة من الفهم، مرحلة معينة من الصفاء الروحي، من التريث ونحن نلاحق حياتنا المتوحشة بركضها وهمومها وتفاهاتها حتى أصدقكم القول، خاصة عندما صار ابن العربي في وقت من الأوقات موضة فصرنا نقول موسيقى روحية وأشعار روحية حتى لا نبتعد كثيراً عن المشروبات الروحية. إلى حين قرأت كتاب “قراءة معاصرة لأفكار بن عربي” لصاحبته المهندسة ميسون مسلاتي، لا أقول أنني صرت أفهمه ولكن بدأت أدق أبوابه.. بفضل هذا الكتاب الرائع.. ميسون تشرح في كتابها مفاتيح الصوفية حيث تقول في مقدمتها: “إلى كل الباحثين عن الحقيقة، حقيقة هذا الوجود العظيم، وحقيقة موجده وخالقه، أقدم هذا الكتاب لعله يشكل عندهم نقطة البداية للتأمل والتفكير، فيثير فيهم الجوانب الكامنة العظيمة التي تكمن في كل إنسان، الذي هو الخليفة المؤتمن لله في هذه الأرض”. ولأن الملحق الثقافي يدق هذا الأسبوع موضوع الصوفية والفعل الثقافي عاودت قراءته بصورة مغايرة، وتنفست ولا أفهم كذلك لماذا ترتبط صورة بن عربي في رأسي بصورة الأمير.. قطعا لن أفك الرموز لكني أقدم لكم رابط تحميل هذا الكتاب المميز لميسون مسلاتي. هاجر قويدري