حمل رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، مع وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، بعد ظهيرة أمس، الإجابة عن التساؤلات التي طرحت حول غيابه عن مسيرة التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، بساحة أول ماي، من خلال الحديث عن ضياع جواز سفره بفرنسا، وأنه السبب الذي أخره عن الالتحاق والمشاركة في المسيرة. وسارع حزب الارسيدي إلى الإعلان عن الحادثة عبر موقعه الإلكتروني، واتخذها مبررا لعدم مشاركة رئيسه سعيد سعدي في المسيرة، كما كان مبرمجا، وأكد مصدر من وزارة الشؤون الخارجية أن سعدي قدم فعلا بلاغا لمصالح السفارة الجزائرية بباريس يفيد بضياع جواز سفره، طالبا منها منحه تصريحا بالدخول إلى الجزائر، رغم أن مصالح السفير، ميسوم سبيح، عرضت عليه جوازا مؤقتا، وقال إطارات من الأرسيدي لوسائل إعلام فرنسية إن “جواز سفر سعيد سعدي سرق في باريس، مساء الجمعة، ولم يتفطن للأمر، إلا قبل امتطائه الطائرة بمطار رويسي، أين كان ينوي التوجه مباشرة إلى مقر المسيرة”. وتوجه سعيد سعدي مباشرة بعد وصوله للجزائر، إلى مستشفى مصطفى باشا، لزيارة النائب الطاهر بسباس، المصاب في المسيرة، ليظهر للرأي العام تواصله مع منظمي المسيرة وتواجده، ويرد بشكل مباشر على القراءات المختلفة التي صدرت إزاء اختفائه وعدم مشاركته إلى جانب التنسيقية في “المسيرة” بساحة أول ماي، غير أنها إجابة لم تكن متوقعة ولم “تهضم جيدا”، وفاجأت أعضاء التنسيقية أنفسهم وكافة الرأي العام. المتتبعون يرون أن الحادثة ممكنة الوقوع لسعدي أو أي شخص عادي آخر، لكن في تلك الظروف يفترض أن يكون أعضاء التنسيقية، وعلى رأسهم إطارات الأرسيدي على علم بذلك، لأنهم على اتصال مباشر برئيس حزبهم، سعيد سعدي، على الأقل لإسكات الأصوات المشككة في اختفائه، لكن يضيف الملاحظون، حدث العكس، حين أكد إطارات الحزب خلال المسيرة أنهم لم يكونوا على علم ب”قصة جواز السفر”، كونهم ترقبوا وصوله إلى ساحة الوئام المدني أثناء المسيرة، بدليل ارتباكهم أثناء طرح الصحافيين لأسئلة حول أسباب تأخر أو عدم حضور سعدي، فيما سربت مصادر من داخل بيت التنسيقية، في الوقت نفسه ومن “موقع المسيرة”، أن غياب رئيس الأرسيدي كان متعمدا ومقصودا لتفادي فشل المسيرة، وبروز المناوئين لأفكاره، كما حدث في “مسيرة ال12 فيفري”، وهو قرار داخلي تكون قد اتخذته التنسيقية في اجتماعها الأخير قبل موعد المسيرة. وتجمع الآراء على أن “قصة ضياع جواز سفر” مفتعلة، والغرض منها إسكات الأصوات التي أرجعت فشل التنسيقية في تحقيق تجاوب شعبي للمسيرة، تواجد سعدي ضمن المشاركين، غير أنها خالية من عناصرالإقناع، خاصة مع ما تداولته جهات حول امتلاك سعيد سعدي لجواز سفر فرنسي.