تتواصل تحضيرات مدينة عنابة بملاعبها وفنادقها وجمهورها لموعد 27 مارس الجاري من أجل إنجاح "فكرة الاستقبال" بعد سنوات من الإقصاء الرياضي عقب مهزلة الغابون يوم 5 سبتمبر 2004 وجعل الموعد الجديد عرسا كرويا بين الإخوة الأشقاء كل شيء على ما يرام مركب 19 ماي 56 أو "ماراكانا الجزائر" كما يسميه المختصون انتهت به الأشغال على مستوى غرف تغيير الملابس التي أخذت وجها مغايرا بعد إعادة تهيئة السقف وجلب الخزائن والمقاعد الخاصة، في حين المنصة الشرفية تم إنجازها على الطريقة الأوروبية وجعلت الملعب تحفة حقيقية. الخبير الفرنسي وعد ووفى أخيرا وبعد طول انتظار اكتست أرضية الميدان حلة خضراء رائعة تسر النّاظرين، وهذا بعد الترميمات التي خضعت لها منذ بداية مارس وهو رقم قياسي لم يكن متوقعا، وترجع فيه العلامة الكاملة للخبير الفرنسي يوهان فيرن الذي وعد ووفى بوضع الأرضية في أبهى حلّتها قبل الوقت المحدد في 20 مارس، إذ نالت إعجاب الوفد المغربي ومناجير "الخضر" تاسفاوت وحتى وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار في زيارته التفقدية إلى عنابة. الملحق استفاد من الإنارة لأول مرة رغم أن ملعب 19 ماي قد افتتح منذ ربع قرن، إلا أن ملحقه كان للتدرب نهارا فقط. ومن حسن الحظ، فقد جاءت هذه المباراة لينال هو الآخر نصيبه من التجهيز، حيث استفاد من الإنارة الخاصة به ليسمح بالتدرب فيه دون الإضرار بأرضية الملعب الرئيسي التي ستتنفس الصعداء. ميبراك يشيد بعمال المركب وفي حديث مع ممثل الفاف أحمد ميبراك، أكد أنه سعيد بانتهاء الأشغال في وقتها المحدد، مؤكدا أن الوتيرة كانت عالية ولم يسبق للمركب أن عايشها من قبل، ما سمح بتهيئة الملعب في ظرف قياسي لتكون عنابة في الموعد. وأشاد بالمجهودات الجبّارة التي بذلها كل عمال المركب والوقفة الصارمة لمديرهم، حمدي لعشيشي، دون أن ينسى الدور الكبير الذي لعبه والي الولاية محمد الغازي ومديرية الشباب والرياضة بتوفيرهم كل شيء لإنجاح الحدث. فندق صبري مغلق في وجه الأنصار يستعد فندق "صبري" لاستقبال أشبال بن شيخة في أول زيارة لهم إلى عنابة، حيث سيتم تخصيص طابقين لرفقاء زياني مع ضمان حراسة مشدّدة عبر مداخل الفندق لضمان التركيز التام، وما على الأنصار إلا تفادي التنقل إلى الفندق لأنهم لن يتمكّنوا من الاقتراب من اللاعبين بأي شكل من الأشكال كما قال مديره عياد. ليبقى الأهم هو أن التغطية الأمنية للمنتخبين ستكون قياسية ولن يكون هناك أي إشكال من هذا الجانب، سواء في "الريم الجميل" أو"صبري" لكون العنانبة حفظوا درس الغابون 2004 جيدا، فوقتها كان التساهل كبيرا مع الأنصار، حيث سمحوا لهم بالوصول للاعبين لتكون الصدمة كبيرة في المباراة التي خاضها "الخضر" دون تركيز فتلقوا خسارة مذلة بثلاثية مع الرأفة. وهو ما حوّل كل الاستحسان إلى استهجان وسمعت عناصر النخبة الوطنية يومها عبارات تصمّ الآذان، ما كلف الابتعاد عن عنابة لسبع سنوات كاملة. 3 طوابق للمغاربة في الريم الجميل اختار الوفد المغربي الإقامة بفندق "الريم الجميل"، حيث تم تخصيص ثلاثة طوابق لهم مع قاعة المحاضرات والمطعم الخاص مع حافلة الفندق لنقلهم إلى موقع التدريبات. المهم أن يكون ضيوف الجزائر في راحة تامة، كما قال مدير الفندق مناصرية في حديثه لنا "إن الأهم أن يكون الاستقبال جيدا وما يحدث في المستطيل الأخضر لا دخل لنا فيه". لا خوف على الجانب التنظيمي وعلى العموم، فإن جولتنا عبر النقاط المعنية بموعد 27 مارس تؤكد أن عنابة على أهبة الاستعداد من جميع النواحي لاحتضان الكلاسيكو المغاربي الذي يبقى الشغل الشاغل لكل أطراف العائلة العنابية لجعله عرس كل الجزائريين وفرصة لإحراز الفوز المعنوي عبر بوابة بونة