الأستاذ محمد الناصر الفخزاوي قال: إنه وجد صعوبة في فهم محتوى العمود الذي كتبته في هذه الزاوية ليوم أمس، وأن ما ورد في العمود "بزاف"! وأنا هنا أجزم أن الفخزاوي فهمني جيدا.. وأعتز برأيه فيما أكتبه. ببساطة يا أستاذ محمد ما أردت قوله هو أن الثوار في ليبيا كان عليهم الاقتداء بما فعله الأشقاء في تونس.. كنا نريد أن يحدث في ليبيا ما حدث في تونس.. تغيير بلا دماء.. صحيح أن القذافي كان دمويا.. لكن من يسمون بالثوار هم أيضا أعطوه الفرصة بغباء وبتحريض من الأجانب! بل وتجاوزوا مناكر القذافي بطلب التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا! موقف الجزائر من الأحداث في تونس الشقيقة لم يختلف عن موقفها من أحداث ليبيا، لكن تصرف التوانسة كان فيه حكمة عكس تصرف الليبيين.. لقد تجنب التوانسة بحكمة الزج ببلادهم في أتون التدخل الأجنبي سواء من الجيران أو من الأجانب.. سواء كان ذلك سياسيا أو عسكريا وكنا في الجزائر نود لو يحدث الأمر نفسه في ليبيا. لكن جامعة العار العربي التي تسمى الجامعة العربية هي التي فعلت بليبيا ما فعلت وبمباركة ثوار الفنادق! وتونس لم تفعل بها جامعة العار ما فعلت بليبيا لأن بلطجية ميدان التحرير في القاهرة لم يظهروا بعد على المسرح ويريدون تصدير (ثورتهم) إلى غيرهم عبر الجامعة العربية كما فعلوا ذلك قبل 60 سنة مع الناصرية؟! ألا ترى يا أستاذ محمد أن القرار الذي اتخذه عمرو موسى باسم الجامعة العربية لدعوة الغرب إلى غزو ليبيا لتحريرها من القذافي هو نفسه القرار الذي اتخذته الجامعة العربية بتعليمات من مصر مبارك لدعوة أمريكا لغزو العراق سنة 1991؟! أليس من العار العربي أن أمير قطر الذي يؤجر بلده بالكامل شقة مفروشة للأمريكان "بالغسيل والمكوي" كما يقول المصريون! يرسل طائراته الحربية فرنسية الصنع والقيادة إلى حاملة الطائرات الفرنسية لتساهم في قنبلة ليبيا العضو في الجامعة العربية بعدما يقوم عمرو موسى بتجميد عضوية ليبيا في هذه الجامعة التعيسة؟! لأن القذافي تجرأ ذات يوم ووصف أمراء الخليج بخنازير الجزيرة؟! هل من المنطق أن تسكت الجزائر على ما يقوم به أمير قطر وجامعة عمرو موسى وبلطجية مصر في بنغازي من جلب قوة عسكرية أجنبية إلى المنطقة لتهدد أمن بلدنا؟! هل ننتظر حتى يفعل بنا "والي عكا" الجديد في قطر وعمرو موسى ما فعلت مصر مبارك والجامعة العربية بعراق صدام؟! الجزائر لا تتفق مع القذافي في العديد من المسائل.. لكن الرجل لم يكن أبدا أداة لتهديد أمن الجزائر على حدودنا.. ولم يسع في حياته إلى جلب قوة عسكرية أجنبية إلى المنطقة كما يفعل هؤلاء الأحرار الجدد! ألا ترى معي يا أستاذ محمد أن أهم شيء صان العلاقات الجيدة بين الجزائروتونس الشقيقة عبر كل العهود هو حرص الجانبين على أن لا يمس أي منهما الوضع الأمني للآخر؟! ورأيي الشخصي أن الحكومة الجزائرية لم تتصرف بالحزم المطلوب مع أمير قطر.. هذا الذي يرسل طائراته لتهدد أمن الجزائر على الحدود.. ويحول نفسه إلى قوة إقليمية.. وعدد "شنابط" الجزائر أكثر من عدد سكان إمارته المفروشة للأمريكان! نعم قد تكون ليبيا في حاجة لأن تتحرر من القذافي لكن ليس أمير قطر أو عمرو موسى هو الذي يحررها.. وصدق بومدين حين قال: الجزائر ترفض أن تكون لها حدود مع مصر!