شهد الصالون الوطني للصناعات التقليدية والحرف، الذي ينظم لأول مرة بعاصمة الغرب الوطني وهران، أمس، مشاركة قياسية في عدد العارضين بمجموع أزيد من 140 حرفي قدموا من مختلف ولايات الوطن لعرض منتجاتهم الحرفية بكل أنواعها ويسيطر حرفيو الجنوب على التظاهرة الاقتصادية والتي لها بعد سياحي، شارك فيها بالموازاة مع ذلك أكثر من 40 وكالة سياحية في الصالون، بغية الترويج لخدمات هذه المؤسسات، التي تعد شريكا أساسيا في النهوض بقطاع السياحة، وهي تهتم بخلق فضاءات سياحية مستدامة. ولقد شملت قائمة عارضي ولايات الجنوب كلا من ولايات تندوف وتمنراست وبشار، على وجه الخصوص، إلى جانب ولايات أخرى. ولقد عرفت منتجات الجنوب إقبالا متميزا للمواطنين عليها، إلى جانب عارضين من قسنطينة وسطيف وعنابة وتيبازة، وبومرداس، وبجاية، وتيزي وزو، وتلمسان.. وعدة مدن داخلية تشتهر بهذه المنتوجات التقليدية. ومن جانب الفعاليات، فإن الصالون سيستمر إلى غاية 17 من الشهر الجاري، كما عرف الصالون عرض منتجات فخارية ونحاسية وجلدية وحديدية. وأكد من جهته مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، بلعيدوني سيد أحمد، أن قطاع الصناعة التقليدية عرف مؤخرا قفزة نوعية للتعريف بالمنتوج الحرفي، وذلك بفضل الهياكل التي تدعم بها القطاع، خاصة دار الصناعة والحرف والمتحف الجهوي للصناعة التقليدية الذي سيسلم مؤخرا، إضافة إلى قرية الصناعة التقليدية والحرف والتي انطلقت الأشغال بها والتي من شأنها أن توفر ببلدية عين الترك الساحلية أزيد من 300 محل تجاري بموجبه، سيساعد على تسويق المنتوج الحرفي الذي عرف خلال السنوات الماضية تراجعا كبيرا بعد تقلص حجم المبيعات، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية التي أصبحت توفرها الدولة، في الوقت الذي تضم الغرفة 6500 حرفي، حيث بالرغم من ذلك تبقى الصناعة التقليدية الفنية، كما يضيف، مهددة بالزوال ومنها حرفة النقش على الخشب والحجارة وكذا النحاس وصناعة الزرابي. وقال بلعيدوني إن الوزارة سطرت مؤخرا مخطط إنقاذ الحرف المهددة بالاندثار، بعدما تم فتح صندوق ترقية نشاطات الصناعة التقليدية والحرف الذي يقدم دعما كبيرا للحرفيين لترويج منتجاتهم، بعد المشاركة الفعالة للقطاع في التنمية المحلية بصفة فعالة، والذي تم بعثه من جديد بعد استفادة الحرفيين من الصفقات العمومية المحددة قيمتها ب800 مليون سنتيم، وسيساعد الحرفيين على الاندماج في المشاريع. وهو المطلب الأساسي الذي ظل الحرفيون يطالبون به خاصة العاملون في قطاع البناء من الحرفيين الذين ينتظرون التألق بعد عجز طويل.