هتف لي قارئ برتبة "لواء سياسي" ليلوفي على الموقف الإعلامي الذي ساهمت في جلب الرأي العام الجزائري إليه بحجة باطلة أريد بها حق! وتتعلق بالموقف من ثوار ليبيا ومن القذافي. وقال لي هذا "اللواء السياسي": إن دور الحلف الأطلسي الآن لم يعد كما كان قبل 60 سنة رمزا للاستعمار وعدوا لحرية الشعوب! الحلف الأطلسي الآن أصبح منارة عالمية لنشر قيم الحرية والديمقراطية ومناهضة الديكتاتوريات في العالم! ألا تذكر ما فعله هذا الحلف في البوسنة والهرسك وفي العراق وفي أفغانستان.. وما يفعله هذا الحلف الآن في ليبيا.. فما فعله الحلف الأطلسي ليس كله شرا كما تتصور! فالحلف تغير وعليك أنت أن تغير نظرتك إليه! وضعت السماعة وأحسست بدوار يلف رأسي.. وتراءت لي صور من الطفولة.. صور عربات ""G.M.C وسيارات "جيب" وعربات "لافتراك" وطائرات "B26" وطائرات الهليكوبتر البنانة والمرددو! وغيرها من عتاد الحلف الأطلسي الذي واجهتنا به فرنسا من الحلف الأطلسي كما تفعل اليوم مع ليبيا.. وقلت هل حقيقة ما يقوله هذا "اللواء السياسي" صحيح وأن الحلف الأطلسي أصبح يناصر الثوار كما يفعل الآن في ليبيا؟ وأن القذافي هو الكولون وهو الاستعمار الذي ينبغي أن يزال؟! ولماذا إذن أخرجنا قبل 40 سنة هذا الحلف الأطلسي من قاعدة "هويس" بليبيا وسميناها بقاعدة "عقبة" ولماذا أخرجنا نحن في الجزائر هذا الحلف من قاعدة المرسى الكبير في وهران؟! ولماذا رقصنا فرحا قبل ذلك عندما أخرج بورقيبة رحمه الله هذا الحلف من قاعدة بنزرت؟! ثم لماذا فرحنا مع الإمارات العربية ودول الخليج سنة 1971 عندما تم جلاء بريطانيا رمز الحلف الأطلسي في المنطقة عن الخليج؟! هل قواعد الحلف الأطلسي هذه التي أزلناها ونحن نتغنى بالحرية كانت منارات للحرية قمنا بإطفائها؟! هل حقيقة أن ما يقوم به أمير قطر وغيره من العرب الآن من إعادة زرع قواعد الحلف الأطلسي في الوطن العربي من عديد إلى القنيطرة إلى البحرين إلى الظهران إلى العراق إلى بلاد الأفغان هو في الحقيقة زرع لمنارات الحرية وليس للاستعباد الذي قام ويقوم به أمثال بن بلة وبومدين وناصر وبورقيبة والقذافي والأسد؟! لقد وقفت جزائر بومدين سنة 1971 مع دول الخليج من أجل تحقيق الجلاء البريطاني عن المنطقة وها هو أمير قطر يعيد لنا الخير مضاعفا فيعمل على إعادة الحلف الأطلسي إلى حدودنا لأننا لم نعرف قيمة هذا الحلف المناصر للحرية وأراد أمير قطر أن يحررنا بأساطيله؟! لقد قال أحد السياسيين: إن أمير قطر ذهب إلى واشنطن لإقناع أوباما بالضغط على الجزائر بأن تتعاون مع الحلف الأطلسي في موضوع تحرير فرنسا وقطر لليبيا من القذافي الظالم! لأن العالم المنافق القرضاوي أفتى لأمير قطر بجواز التعامل مع الحلف الأطلسي لتحرير ليبيا؟! تماما مثلما أفتى له قبل عقود بأن يقول لأبيه "أف" ويأخذ منه الحكم وفق الشريعة الإسلامية؟! وعندما سمعت قناة الجزيرة تنقل بكل مهنية وحيادية عن أمير قطر في واشنطن بأن أوباما قال له: إنه يشكر قطر على الدور الذي لعبته في تحرير الشعوب العربية من الديكتاتوريات الحاكمة ألعن هذا الحلف الأطلسي الذي عافتني قنابله في طفولتي وألعن الإرهاب الذي عافني أيضا وتركني أسمع مثل هذا الكلام اليوم؟! ومع ذلك أحس أن أمير قطر يعيد لعب الدور الذي لعبه السادات قبل 30 سنة.. وإن كنت لا أرى وجود إسلام بولي في المنظور القريب.. رغم أنه غير مستبعد!