يواصل عشرات الأساتذة المتعاقدين المفصولين من قطاع التربية الوطنية، الاعتصام والمبيت في الشارع، رغم القمع الممارس عليهم من قبل قوات الأمن التي طردتهم من أمام مقر وزارة التربية بالرويسو ومنعتهم من الالتحاق بالمرادية، ما جعلهم يتنقلون إلى أمام مقر دار الصحافة “طاهر جاووت” حيث رفعوا شعارات ضد المغالطات الصادرة عن السلطات العمومية بخصوص إدماج كل متقاعدي التربية، واتهموا الوزارة الوصية بالكيل بمكيالين، بتواطؤ مع المجلس الوطني للمتعاقدين. ولم ينته مسلسل احتجاجات المتعاقدين الذين تم تسريحهم بقطاع التربية، بعد أن عملوا لسنوات عدة، حيث تمسكوا بمواصلة الاعتصام المفتوح للأسبوع الثالث على التوالي، في شوارع العاصمة، مرة أمام وزارة التربية بالرويسو، وبمحطة المسافرين البرية بالخروبة مرة أخرى، قبل أن يقرروا اللجوء إلى دار الصحافة طاهر جاووت، بعد أن يئسوا من الالتحاق برئاسة الجمهورية والمقر الرسمي لوزير التربية بالمرادية، بسبب التدخل القوي لقوات الأمن التي استعملت معهم العنف لتفرقتهم وإجهاض احتجاجاتهم، دون أن تتدخل الوزارة الوصية للنظر في انشغالاتهم، رغم مبيتهم في العراء وتحت الأمطار. وشهد اعتصام أمس أمام دار الصحافة غليانا كبيرا وسط المحتجين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، على غرار مستغانم وسكيكدة وسيدي بلعباس والعاصمة، حيث أكدوا رفضهم مغادرة المكان إلى غاية تدخل الجهات الوصية لإصدار قرار رئاسي لصالحهم، موضحين أن الحظ لم يسعفهم للاستفادة من قرار الإدماج الذي صدر مؤخرا، باعتبار أن عقودهم لم تجدد هذه السنة، بالإضافة إلى عدم توفر مناصب شاغرة، لأسباب عدة، منها عزف مديري التربية عن تجديد العقود، حسب تصريحات البعض، في الوقت الذي أكد آخرون أنهم فقدوا مناصبهم قبل أيام من إصدار قرار الإدماج. وقد اتهم المحتجون المجلس الوطني للأساتذة المتقاعدين المنضوي تحت لواء “السناباب” بالتخلي عنهم، وأكدوا أن هذا الأخير تواطأ مع الوزارة الوصية لإدماج فئة دون أخرى، في الوقت الذي أكدت فيه رئيسة المجلس مريم معروف ل”الفجر” أن مسؤولي الوزارة اجتمعوا بها الأربعاء المنصرم، حيث تم التطرق إلى قضية هؤلاء، وتمت طمأنتها بأن المقصين سيستفيدون من امتيازات خلال مسابقة التوظيف التي ستكون مع الدخول الاجتماعي المقبل، حيث أن 80 بالمائة من النقاط ستكون لصالح سنوات الخبرة، مع احتساب أقدمية الشهادة، إضافة إلى إجراءات أخرى لم يتم الكشف عنها.