نفى الباحث والمحلل السياسي، سعود صالح، في حديث ل”الفجر” أن يكون لانضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجي - حتى لو تم فعلا - أي تأثير على الجزائر، باعتبار أن الجزائر لديها أيضا استثمارات ومصالح ضخمة تجمعها بدول الخليج، كما أن العلاقات الجزائرية المغربية كانت مرتبكة عبر التاريخ، مشيرا إلى وجود ضغوطات خارجية على الجزائر من طرف أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لدفع الجزائر إلى فتح الحدود مع الرباط الدعوة الخليجية للمغرب ترمي لإعادة بناء جبهة موالين للغرب بعد مبارك وقد نبه سعود صالح في حديث ل”الفجر” إلى أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه الجزائر موجود على الحدود الشرقية بين الجزائر وليبيا. أكد الأستاذ المحاضر بكلية العلوم السياسية والإعلام، د. سعود صالح، أن “الجزائر لن تتأثر كثيرا من انضمام المغرب إلى المجلس الخليجي، فالجزائر أيضا لديها استثمارا ت خليجية ضخمة مثل الرباط” معتبرا أن “الجزائر ليست متخوفة من انضمام المغرب للخليجيين وإنما التخوف الجزائري الحقيقي هو على حدودنا من الناحية الشرقية”، مؤكدا على أن ذلك “يستوجب الحذر والتعاون مع دول الجوار لحماية أمننا من أي اختراقات تهدد استقرارالجزائر”. وعن تاثير انضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي على العلاقات مع الجزائر أيضا، تساءل د. سعود صالح عن “متى كانت العلاقات الجزائرية المغربية جيدة، سواء في الماضي أو الحاضر؟” مشيرا إلى “ حدوث تقارب جزائري مغربي في الفترة الأخيرة حيث تحدث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا عن العلاقات الجزائرية المغربية بإيجابية وجاء بعد ذلك تبادل للزيارات بين مسؤولين سياسيين وشخصيات من البلدين”، وهو ما قد يكون قد تم “ضغوطات خارجية على الجزائر لإجبارها على فتح الحدود وتغيير موقفها من النزاع في الصحراء الغربية”، مضيفا أن “المغرب يوظف علاقاته للضغط على الجزائر، خاصة علاقاته مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية، لا سيما وأن الاستثمارات والمصالح الفرنسية والإسبانية قوية جدا في المغرب”. وكان المغرب رحب بعلاقات “راقية” مع دول الخليج، وتحفظ على دعوة الانضمام لمجلس التعاون. ومن جهة أخرى يرى خالد السفياني الناشط والمحامي المغربي والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، في حديث لمصادر إعلامية، أن الدعوة الخليجية للمغرب والأردن محاولة لإعادة تركيب محور “الاعتدال العربي” الخاضع للإملاءات الأمريكية والصهيونية بعد انهيار هذا المحور بسقوط نظام حسني مبارك في مصر والذي كان يشكل حماية أمريكية لهذه الدول. وأوضح السفياني لذات المصادر أن دول الخليج والسعودية تحديدا تريد “ضم” المغرب والأردن تمهيدا لحرب مفترضة مع إيران بعد أن سعى محور “الاعتدال” العربي لتقديم إيران أنها العدو الرئيسي للأمة العربية بدلا من الكيان الصهيوني، وشن حرب عليها في إطار استراتيجية أمريكية صهيونية. وقال إن المغرب يعرف الآن حراكا مجتمعيا ونقاشات ساخنة حول الإصلاحات، وعلى دول الخليج التي تخشى من الانتفاضات الشعبية أن تلتحق بالمغرب من خلال الدفع بإصلاحات نحو الديمقراطية وإقامة دولة الحق والقانون وحماية حقوق الإنسان.