انتفض، أمس، عشرات الفنانين الجزائريين، ضد ما أسموه غياب قانون فعلي يحمي الفنان الجزائري، حيث تجمع ثلّة من الفنانين الجزائريين من ممثلين سينمائيين ومسرحيين، أمام مبنى محي الدين بشطارزي بالعاصمة، للمطالبة بإعادة الاعتبار للفن والفنانين، حاملين لافتات تعبّر عن معاناتهم داخل هذا الوسط وعلى الرغم من أنّ الوقفة لم تأت في وقتها حسب ما صرّح به البعض ل”الفجر”، إلا أنهم أكدوا شرعية المطالب التي ينادي بها الفنان الجزائري، فيما حمّل البعض الآخر الفنانين المحتجين مسؤولية تشويه صورة الجزائر، خاصة وأن هذه الوقفة جاءت عشية الافتتاح الرسمي للطبعة السادسة للمسرح المحترف، الذي شهد حفل افتتاحه تواجد عدد معتبر من الفنانين العرب الذين لبّوا دعوة الجزائر للمشاركة في فعاليات دورة المسرح المقامة حاليا بالعاصمة. ونشطت وزيرة الثقافة، خليدة تومي على هامش إشرافها على حفل الافتتاح، ندوة صحفية تعليقا على هذه الوقفة الاحتجاجية، حيث أقرت بعدم شرعية “نقابة جبارة” في تنظيم مثل هذه الوقفة الاحتجاجية، مشيرة إلى أنه ليس من حق الفنانين تنظيم مثل هذه الاحتجاجات أمام المسرح الوطني الذي لا يملك لا الصلاحيات ولا الحق في سنّ قانون الفنان، الذي يطالب به هؤلاء الذين رأت بأنهم لا يمثلون الفنانين جميعا، لأنّ عددهم لا يكاد يتجاوز ال50 فنانا محتجا. وفي سياق متصل، أوضحت تومي، بأن إشكالية غياب قانون للفنان الجزائري ستحل قريباً، بتدخل من رئيس الجمهورية شخصيا، وهذا على خلفية عدم اقتناع الحكومة بالقانون الذي صيغ بمرسوم تنفيذي في 2005، على خلفية أن عمل الفنان الذي لا يعتبر موظفا في مؤسسة واضحة وهو ما يثير الإشكال فيما يخص صياغة قانون التغطية الاجتماعية للفنان والتي قالت تومي إنها تسعى لسنه منذ سنوات حتى قبل أن يتم رفعه من قبل الفنانين أنفسهم. من جهتهم، أيّد عدد من الفنانين مطالب نقابة جبارة، والوقفة التي قاموا بها. وفي هذا الصدد قالت الممثلة أمينة مجوبي بأنه آن الأوان للفنان الجزائري لأن يأخذ حقوقه كاملة، خاصة وأن هذا الفنان قد ملّ من الوعود التي يتلقاها كل سنة، لكن تبيّن في آخر المطاف أنها لا تطبق على أرض الواقع. كما أكدت أنّ الفنان الجزائري اليوم هو بحاجة أكثر من أي وقت مضى لقانون يحميه، مذكرة في ذات الصدد بأنها سبق وأنّ ناضلت من أجل صدور قانون الفنان في ال1980، رفقة زوجها المرحوم عز الدين مجوبي، ولا تمانع اليوم من مشاطرة الجيل الجديد من الفنانين في مطالبهم. وبالعودة إلى حفل افتتاح الطبعة السادسة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الذي ستدوم فعالياته إلى غاية 7 جوان الداخل، فقد شهد الحفل تكريم عدد من الفنانين من داخل وخارج الوطن من بينهم عبد المجيد فنيش من المغرب، شذى سالم من العراق، رياض الخولي من مصر، قمر أنور الصفدي من الأردن، سعاد سبكي وليندة سلام ورمضان الطيب وعلي حفياد وعزيزة جبيلي ومحمد بختي وعاشور أورايس ومحمد بوزيت ورابح لشعة وجمال مرير، من الجزائر. كما قدم خلال حفل الافتتاح العرض المسرحي الموسوم ب”ليالي الموت” للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، حيث يتناول هذا العرض لكاتبه الكاتب الصحفي أحميدة عياشي “الحضارة الإسلامية في أوج عطاءاتها حتى وإن لم تخل هذه الأخيرة من براثن الطمع ومخالب الغدر بحكم نرجسية السلطة والحكم”. وسيختتم المهرجان فعالياته بتوزيع عدة جوائز تخص جائزة أحسن عمل مسرحي وجائزة أحسن نص أصلي وجائزة أحسن إخراج وجائزة أحسن أداء رجالي وأخرى لأحسن أداء نسائي وجائزة أحسن ممثل واعد وأحسن ممثلة واعدة وجائزة سينوغرافيا وأحسن موسيقى أصلية، وكذا جائزة لجنة التحكيم. ويتضمن برنامج المهرجان تنظيم ملتقى حول النقد المسرحي من 28 إلى 30 ماي وكذا 11 ورشة حول فن المسرح بالإضافة إلى فتح فضاء حول الفنون التشكيلية وفضاء لتوقيعات الكتاب وآخر لفن الكلام، كما هناك سلسلة الاحتفاءات التقليدية لتكريم وجوه مسرحية مخضرمة جزائرية وعربية.