طالب أول أمس مجموعة من الفنانين الجزائريين برحيل مدير المسرح الوطني امحمد بن قطاف، وتحسين وضعية الفنان الجزائري الذي أضحى مهانا في بلده في غياب قانون يحمي مسارهم الفني. نفدت حركة الفنانين الجزائريين والمبدعين الأحرار أول أمس الاثنين وعيدها بتنظيم وقفة احتجاجية تزامنا وافتتاح المهرجان الدولي للمسرح المحترف، حيث شهد مبنى محي الدين بشطارزي تجمهرا لمجموعة من الفنانين أمثال فاطمة حليلو، كمال بوعكاز، فريد الروكر، مصطفى لعريبي وما يقارب ال50 فنانا رفعوا فيها مجموعة من المطالب التي تنادي بوضع مشروع تمهيدي لقانون الفنان المتواجد حبيس أدراج وزارة الثقافة منذ 20 سنة، مطالبين بإشرك فيه كامل الكفاءات الفنية “بدون إقصاء”، داعين إلى تحريره حتى يضمن حقوق الفنان سيما منهم المنسيين، وحماية الفن من المتطفلين الذين لا هم لهم سوى الاسترزاق من أموال الفنانين. ودعت الحركة إلى تحسين أجور مختلف الفنانين من موسيقيين ومطربين وممثلين، مؤكدين حسب بيان تلقت الشعب نسخة منه أن هذه الأجور مقارنة بالفنان الأجنبي تمثل إهانة للفنان الجزائري كون متوسط الأجر الذي يتقاضاه لا يتعدى 15 ألف دج. كما طالب الفنانون بإعادة النظر في اختيار الفنانين الأجانب الذين يديرون المشاريع الفنية الكبرى بميزانيات مبالغ فيها، داعين إلى ضرورة فتح الباب أمام الكفاءات وحاملي الشهادات العليا والمتخرجين من المعاهد الفنية. وحمل البيان تنديد الفنانين المحتجين بالوضعية المزرية التي آل إليها المسرح الوطني الجزائري بسب سوء التسيير والرداءة ناهيك عن تبديد المال العام، مطالبين برحيل مدير المسرح السيد امحمد بن قطاف وطاقمه كونه المتسبب الرئيسي فيما يحدث بالفن الرابع في الجزائر، مشددين أيضا على ضرورة إعادة النظر في كيفية تسيير المسارح الجهوية وتغيير مدرائها، حتى ترقى بدورها إلى المستوى المطلوب. كما دعت حركة الفنانين الجزائريين والمبدعين الأحرار إلى إعادة النظر في طريقة تسيير المهرجانات الكبرى التي أضحت حسب البيان وسيلة للكسب السريع، في غياب لجنة فنية وتقنية تهتم بالجانب الجمالي والفني في اختيار المشاريع. كما شهد المبنى أمس رفع مجموعة من الشعارات التي تلخص وضعية الفنان الجزائري من بينها “120 مهرجان والفنان مازال مهان”، “آن الأوان لمشروع قانون الفنان”، “لا للتهميش نعم للكفاءات”. كمال بوعكاز “سئمنا من التهميش” وفي هذا الصدد أكد الفنان المتألق كمال بوعكاز في تصريح ل”الشعب” أنهم سئموا من التهميش الذي يعيشه الفنان الجزائري، والرداءة المكرسة، مشيرا إلى أن حركة الفنانين الجزائريين والمبدعين الأحرار تطالب بالدرجة الأولى بتحرير قانون الفنان، الذي يموت في اليوم ألف مرة، مؤكدا أن العديد من الفنانين الجزائريين لا يجدون قوتهم اليومي، ويستنجدون بهم في مثل هاته المهرجانات وكأنهم عرائس “القراقوز”، قائلا “إن هاته الوقفة تعتبر انطلاقة لمطالبنا وهي تتم بطريقة سلمية لأجل إيصال صوتنا للجهات الوصية”. “تومي تؤكد أن المحتجين لاعلاقة لهم بالمسرح الوطني” أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي على هامش افتتاح المهرجان الدولي للمسرح المحترف إن هذا الاحتجاج يأتي من أشخاص لا علاقة لهم بالفن، مؤكدة أن إشكالية التغطية الاجتماعية للفنان طرح من طرف وزارتها منذ سنة 2005 وأنها ستجد حلولا قريبا، معتبرة أن الفنان يتقاضى معاشه من فنه كونه ليس مجرد موظف أو عامل في مؤسسة. وأكدت تومي أن وزارتها رفعت مرسوما تنفيذيا في 2005 وقوبل بالرفض من طرف الحكومة لتطالب بتدخل الحاكم الأكبر في الجزائر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وقالت تومي أنها تتشرف بالعمل الجبار الذي يقوم به المسرح الوطني الجزائري وعلى رأسه الفنان القدير امحمد بن قطاف، مشيرا إلى أن الجزائر محظوظة كونها تملك مثل هاته الشخصية المسرحية. ومن جهته أكد المدير العام للمسرح الوطني الجزائري أمحمد بن قطاف أن “هؤلاء المحتجين لا علاقة لهم بالمسرح الوطني الجزائري” طالبا إياهم بالتوجه إلى وزارة العمل لتحقيق مطالبهم.