عاشت صباح أمس بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، حالة استنفار قصوى جراء محاولة انتحار جماعية بالقفز من سطح بناية مصلحة الحالة المدنية، كان أبطالها أشخاص تم إقصاؤهم من قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، التي نشرت ليلة أمس الأول، ما اضطر عمال مختلف المصالح إلى مغادرة مكاتبهم خوفا من تفاقم الأوضاع قام أحد المواطنين ممن لم ترد اسماؤهم ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية التي تم نشرها بساحة البلدية، والتي تضم وفقا لما وقفت عليه "الفجر" 100 مستفيد، بمحاولة انتحار حرقا، حيث صب البنزين على جسده، وكان بصدد البحث عن ولاعة لتنفيذ تهديده، احتجاجا منه على إقصائه من قائمة المستفيدين، وقد التحق به مباشرة بعد ذلك ثلاثة أشخاص. وتضاربت الأنباء حول العدد الحقيقي لمحاولي الانتحار، ففي الوقت الذي أكد فيه البعض من العمال، أن عددهم أربعة هددوا كلهم بالانتحار، أشار البعض الآخر، إلى أن عدد من حاولوا الانتحار وصل إلى خمسة أشخاص، وهو الوضع الذي أثار الذعر وسط عمال البلدية، حيث سارعوا إلى إخفاء السجلات، ومختلف الوثائق التي كانت على مكاتبهم، وتم غلق مختلف أبواب البلدية، خوفا من تزايد عدد المواطنين، الذين يحاولون الانتحار. من جهة أخرى، تواجد عدد من أفراد الشرطة داخل مقر البلدية، حيث كان الجميع ينتظر مجيء الوالي المنتدب لتهدئة الأوضاع، فيما تم منعنا من قبل أعوان الأمن من مقابلة رئيسة البلدية بحجة عدم توفرنا على ترخيص. وتسبب الوضع الذي عاشته أمس مختلف مصالح بلدية جسر قسنطينة، في فوضى عارمة لا سيما في مصلحة الحالة المدنية، خصوصا وأن العشرات من الموطنين قصدوا المصلحة لاستخراج الوثائق، فوجدوا المكان خاليا، ما اضطر البعض منهم إلى التنقل إلى غاية الملحقة الواقعة بحي 720 مسكن. وحسب ما جاء على لسان البعض من المواطنين، الذين احتجوا على قائمة المستفيدين، فإن "أسماء لأشخاص عزاب وردت ضمن القامة ذاتها، ما أثار استياء السكان". وعلى صعيد آخر تم فتح مكتب خصيصا لإيداع الطعون بالنسبة للعائلات التي لم تضم قائمة المستفيدين أسماءها، خصوصا وأن غالبيتهم مثلما أوضحوه ل"الفجر " يتخبطون في أزمة سكن خانقة.