برلمانيون ينتقدون وصف باريس للداعين إلى الاعتذار عن جرائمها ب “المتطرفين” وزير المجاهدين يستنجد بالمجتمع المدني للرد وجمعية 8 ماي تعاتب أويحيى على سكوته فلم تسمع لهم تصريحات في مستوى ما قاله مسؤول الكيدورسي وهو ينهي زيارته إلى الجزائر أول أمس. فعوض أن يرد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، على الموقف الفرنسي الذي نطق به جوبي، في موضوع تجريم الاستعمار، رفض أمس الإدلاء بأي تصريح صحفي على هامش حضوره أشغال الملتقى الديني الثامن للراحل محفوظ نحناح، واكتفى برمي الكرة في مرمى المجتمع المدني، الذي حمله مسؤولية الرد على موقف المسؤول الفرنسي، حين قال إنه “حان دور المجتمع المدني”، دون أن يوضح ما المطلوب منه وكيف يمكنه أن يؤثر في ملف شائك لم يكن للحكومة الجزائرية أي رد فعل على كلام ضيفها. ولعل جمعية 8 ماي 1945، كانت الوحيدة في الأسرة الثورية التي ردت بكلام يقابل تصريحات آلان جوبي، حيث عقب رئيسها نور الدين بوخريصة، بوصف تصريح باريس وموقف فرنسا، ب “العار والعيب”، وأضاف لقد سمح اويحيى للفرنسي باتهام الأسرة الثورية ومنظماتها وجمعياتها الشعب الجزائري، بالتطرف، وقال إن الجميع يطالب بحق الجزائر في حصولها على الاعتذار من فرنسا واعترافها عن ماضيها الاستعماري. ودعا، أمس، رئيس جمعية 8 ماي في تصريح ل “الفجر”، رئيس الدبلوماسية الفرنسية بمراجعة مفاهيمه الفلسفية إذا كان يعتبر أن من يطالب بحق من حقوق الإنسان والمتمثل في تجريم الاستعمار “متطرفا”، مضيفا أن “الجزائريين لن يسمحوا لجوبي، صاحب السوابق العدلية، أن ينطق بهذا الكلام، ومع هذا فهم يقبلون بأن يوصفوا بالتطرف إذا كان ذلك يعني دفاعهم عن ذاكرتهم”، وتابع أنه “ ليس هذه أول مرة يدلي فيها مسؤول فرنسي بمثل هذه التصريحات، فلن ننسى ما قاله ساركوزي، كوشنر، اليو ماري ورافارا وغيرهم”، وأكد أن “المشكل في الدولة الجزائرية التي ليس لها موقف واضح حول هذا الملف، ودليل ذلك مآل مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار”. من جهته، قال رشيد ياسي، أحد النواب المبادرين بالمشروع في البرلمان، في تصريح ل”الفجر”، أنه ليس من حق أي مسؤول فرنسي أو جزائري أن يتجاوز مطلب الشعب الجزائري المتمثل في ضرورة اعتذار فرنسا عن ماضيها الإجرامي في الجزائر، متهما الوزير الفرنسي ب” التطرف”، و أوضح أن “ المتطرف هو الذي يحاول تجاوز الحقائق التاريخية ويرفض الاستجابة لحق الشعب في الحصول على الاعتراف والاعتذار”، وواصل أن “الوصف يليق بكل المسؤولين الفرنسيين المؤيدين لهذا الطرح”. وأضاف النائب أنه كان من الأجدر على أويحيى الرد مباشرة على كلام جوبي، بصفته الوزير الأول وممثلا لإرادة الشعب، وقال معقبا على صمت أويحيى، إن “أي مسؤول لا يتناغم مع فكرة التجريم يجب إعادة النظر فيه لأنه لا يمثل قضايا الأمة”. ويتفق رفيق بن ثابث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ومقرر لجنة الصداقة الجزائرية- الفرنسية، في اتصال ب”الفجر”، مع النائب رشيد ياسي، في موقفه من كلام ألان جوبي، ويرى أن التطرف الذي يعني الدفاع عن حقوق الشعب المرتبطة بماضيه التاريخي والمندرجة في إطار حقوق الإنسان، “لا يشكل أي حرج أو عقدة للجزائريين، بل هو عقدة الفرنسيين الذين يرفضون الاعتراف بذنبهم الاستعماري في الجزائر”، و قال إن الحكومة الفرنسية أمام تمسك الأسرة الثورية والطبقة السياسية ومعها المجتمع المدني، ستقبل بالاعتذار والاعتراف في يوم من الأيام، واعتبر أن عدم رد اويحيى على جوبي، يدخل في إطار دبلوماسي كون زيارة وزير الخارجية الفرنسي تندرج في إطار إعادة دفع العلاقات الاقتصادية، ولم تكن مبرمجة لمناقشة هذا الملف.