توجه عمال قطاع التربية للتسجيل، وبالآلاف، لدى النقابة الوطنية لعمال التربية التي كشفت عن إقبال هائل للأساتذة على الرحلات التي خصت بنظام التقسيط، وكانت قد أعلنت عنها، وشملت رحلات إلى تركيا وتونس وإلى البقاع المقدسة لأداء العمرة ثلاثية بين وزارة غلام الله والوكالات السياحية وديوان الحج لتفادي كارثة أخرى في موسم العمرة أكّدت النقابة الوطنية لعمال التربية أن عدد طلبات السفر إلى تركيا وتونس، فاقت ال4 آلاف بالنظر إلى ارتفاع تكاليف رحلات العمرة من جهة، وتجميد أموال الخدمات الاجتماعية التي حرمت أكثر من 9 آلاف أستاذ من الذهاب إلى مكة. ومع اقتراب شهر رمضان المكرم الذي ينتعش فيه موسم العمرة، تصادف عمال قطاع التربية عدة مشاكل لأداء هذه المناسك، منها ما تعلق بغلاء الأسعار التي تعدت 16 مليون سنتيم، أو الصعوبات التي باتت تواجه البعثات الجزائرية التي تتكفل بها الدولة عن طريق وزارة الشؤون الدينية، في ظل غياب المساعدات التي كانت تقدمها لجنة الخدمات الاجتماعية للراغبين في الذهاب للعمرة أو أداء فريضة الحج، بعد قرار تجميد أكثر من 700 مليار سنتيم منذ جانفي المنصرم، بإلغاء وتعويض القرار 94 / 158 المؤرخ في 22 أوت 1994، والمتضمن كيفيات تسيير الخدمات الاجتماعية في قطاع التربية، حيث لم تصدر الوزارة الوصية بعد القرار الجديد. وموازاة مع ذلك، لجأت نقابة عمال التربية إلى اعتماد مشروع كفيل بمساعدة الأساتذة والمساهمة في تقليل مصاريف العمرة، من خلال إعلانها عن رحلات إلى البقاع المقدسة خاصة بشهر رمضان بالتقسيط، للراغبين في ذلك، فضلا عن رحلات أخرى إلى تركيا وتونس لنفس الفئة الذين يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية خارج الوطن. وحسب رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، في تصريح ل”الفجر”، فإن المشروع عرف نجاحا كبيرا، حيث تلقت النقابة ما يزيد عن 4 آلاف مكالمة بخصوص الاستيضاح عن كيفية الاستفادة من العمرة، وأكد أن هناك إقبالا كبيرا باعتبار أن النقابة، وحسب اتفاقية عقدت مع إحدى الوكالات السياحية الخاصة سمحت للأساتذة بالذهاب إلى العمرة بالتقسيط، حيث يشترط دفع قيمة 70 ألف دينار جزائري دفعة واحدة، على أن تدفع المبالغ المتبقية والبالغة قيمتها 75 ألف دينار بالتقسيط على مدار 12 شهر، أي قرابة 6 آلاف و250 دينار جزائري شهريا، مع ضمان التكفل بهم في السعودية، حيث سيسافرون عبر خط مباشر، مع ضمان الإيواء والنقل، وتخصيص مرشدين لفائدتهم مع طاقم طبي، موضحا أن عملية التسجيل توقفت بعد عدم قدرة النقابة على استيعاب العدد الهائل، حيث أكد أن الوكالة لا تستطيع التكفل بأكثر من 80 شخصا، وهو عدد الذين سيتجهون إلى مكة في الأول من شهر رمضان المقبل، قائلا “إن هدف النقابة مساعدة الأساتذة وعمال القطاع، حيث جاءت الفكرة بعد قرار تجميد أموال الخدمات الاجتماعية”. يأتي هذا في الوقت الذي سجلت النقابة الوطنية لعمال التربية طلبات أكبر للسفر إلى تركيا، لمدة 8 أيام وبتكلفة 10 ملايين سنتيم، بالتقسيط كذلك، حيث يدفع المعني 50 بالمائة والمتبقي بالتقسيط، حسب المتحدث الذي أكد وقف عملية التسجيل عند 200 شخص حيث ستنطلق رحلتهم في شهر جويلية، في حين فتحت النقابة التسجيل إلى تونس منذ 3 أيام حيث سيكون السفر برا والإقامة 10 أيام، وقد عرفت إقبالا أيضا خصوصا بعد عودة الهدوء، وفي ظل مغريات النقابة التي ستنقلهم إلى جزيرة جربة لمدة يومين، ورحلات سياحية أخرى مع ضمان فطور الصباح والغداء. الوزارة تمنح “امتيازات العمرة” لعمال مقرها وتحرم 600 ألف عامل بقطاعها في المقابل، تحدث رئيس اتحادية عمال التربية المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، العيد بودحة، عن حرمان أزيد من 9 آلاف عامل في القطاع بالذهاب إلى العمرة هذا الموسم، بسبب تجميد أموال الخدمات الاجتماعية، والتي كانت تضمن خلال السنوات الماضية، مساعدات بنسبة 50 بالمائة من تكلفة العمرة أو الحج ل4 آلاف من هؤلاء، بعد عملية قرعة، وتتكفل بهم وكالات سياحية عامة أو خاصة تحددها المناقصة التي كانت تنظمها لجنة الخدمات الاجتماعية. وقد أكدت مصادر مطلعة أن وزارة التربية ستعمل هذه السنة بالتكفل بتقديم مساعدات للعاملين بمقر الوزارة في الرويسو والمرادية، وفي ذات السياق من المنتظر أن يجتمع اليوم وزير الشؤون الدينية رفقة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة والوكالات السياحية للنظر في كيفية التنسيق لإنجاح هذا الموسم وتفادي ما حصل من قبل، حسب مصادر مطلعة، التي أكدت أن هذه الثلاثية ستعمل أيضا على التنسيق مع الخطوط الجوية الجزائرية لضمان نقل المعتمرين دون مشاكل.