استغل الأمين العام لاتحاد الحركة الشعبية الحزب الحاكم بفرنسا، فرانسوا كوبي، محاضرته حول قيم الجمهورية في العولمة، ليرافع عن العهدة الرئاسية والقوانين التي شرعت خلال العهدة الرئاسية لرئيس حزبه، نيكولا ساركوزي، على أمل استعطاف المسلمين في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2012. تمحورت المداخلة التي حملت عنوان “قيم الجمهورية في ظل العولمة” التي نشطها مبعوث الرئيس نيكولا ساركوزي للجزائر، بالمدرسة العليا للصحافة، في الدفاع عن مختلف القرارات التي اتخذها الرئيس ساركوزي، المنتمي لحزب اتحاد الحركة الشعبية بفرنسا، لا سيما تلك التي حملت طابع العداء والعنصرية للجالية الإسلامية بفرنسا وفي مقدمتها قضية حظر النقاب، وهو القرار الذي قال عنه إنه اتخذ لضرورة أمنية من جهة والدفاع عن هوية فرنسا القائمة على اللائلكية من جهة أخرى، وهي اللائكية التي قال عنها إنها لا تعني الحرب على ديانة معينة في إشارة منه إلى الإسلام؛ بل تضمن حرية التدين مع واجب احترام القوانين الفرنسية. كما عاد الأمين العام لاتحاد الحركة الشعبية الحزب الحاكم بفرنسا إلى نقاش الهوية، حيث أورد بشأنه أنه نقاش اجتماعي عادي، في إشارة منه إلى انزعاج حزب ساركوزي من الضجة التي أثارها النقاش في الأوساط السياسية الفرنسية وكذا الجاليات الإسلامية، ويهدف هذا النقاش الذي قاده حزب اتحاد الحركة الشعبية، حسب فرانسوا كوبي، إلى بحث إضافات للقيم الجمهورية الفرنسية، لاسيما ما تعلق بالأمن، التضامن والتربية. كما أشار المحاضر، إلى أن فرنسا لا تكنّ أي عداء للديانة الإسلامية لكن اللائلكية تفرض حرية التدين في ظل احترام قوانين الجمهورية، كما أوضح نفس المتحدث، مبررا هذه القوانين بأنها جاءت أيضا استجابة لمتغيرات خارجية منها الأزمة الاقتصادية وحراك الربيع العربي. وفهم من محاضرة كوبي أنها حملة انتخابية هادئة يقودها هذا الأخير، لاسيما وأنه ينحدر من أصول جزائرية تحسبا للرئسيات الفرنسية المقررة في 2012، خاصة وأن كوبي تفادى الخوض في العلاقات الجزائرية-الفرنسية وموقف فرنسا من الأزمة الليبية، كما ألغى ندوة صحفية كانت مقررة بالمركز الثقافي الفرنسي.