تتزايد يوما بعد يوم ببلديات ولاية الوادي الثلاثين موجة الاحتقان الشعبي على أزمة الانقطاعات المتكرّرة في التيّار الكهربائي ومطالبة سكان المنطقة السلطات الولائية بالتدخل العاجل لإنقاذهم من كارثة إنسانية محتملة نتيجة ”الاحتقان ”وتنامي الاحتجاجات اليومية بعدما تجاوزت درجات الحرارة حدود 50 درجة مئوية، وبات الأطفال وكبار السن والعجزة والمرضى مهدّدين بالموت فوق سطح الأرض بفعل هذه الأزمة، حتى إن البعض طرح فكرة الدوام الواحد في المؤسسات العمومية لترشيد استهلاك الطاقة وتمكين المواطنين من الراحة وقت القيلولة عندما تتجاوز درجات الحرارة حدود 52 درجة. الوضع المذكور كان النقطة البارزة في اليومين الماضيين أثناء دورة المجلس الشعبي الولائي بعدما أثار أعضاء المجلس من ممثلي الشعب غضبا واستياء كبيرا لتقاعس مصالح سونلغاز عن إصلاح هذا المشكل وحلّه قبل حلول فصل الصيف، مثلما وعدت به السنة الماضية. وأشار أعضاء المجلس إلى حالة الغليان الشعبي الذي بات على فوهة بركان والمنطقة مهددة في أيّة لحظة ”بفوضى عارمة” نتيجة هذا الوضع الذي كان سببا في احتجاجات يومية بجلّ بلديات الولاية تقريبا، بحيث لا يمر يوم إلا ويسجل احتجاج من أحد سكان الأحياء أو البلديات. وبقصد تهدئة الوضع، كشف والي الولاية، في أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، أنه استدعى كلا من مدير سونلغاز ومدير الفلاحة لمكتبه، وقال بصريح العبارة إنه ”هددهما” بعقوبات ردعية صارمة في حال عدم حل المشاكل العالقة في قطاعيهما، وهذا لاعتبارات عدة منها حاجة الفلاحين للطاقة الكهربائية وكذا بعض المشاكل التقنية التي توجد بين مصالح الفلاحة وسونلغاز حول تمويل مشاريع الكهرباء الريفية في بعض القرى النائية والتي كانت محلّ احتجاج من السكان وسببا مباشرا في تأخر إنجاز بعض المشاريع الكهربائية التي كان بإمكانها التخفيف من الضغط على الشبكة الكهربائية. المنتخبون وعقب ذلك طالبوا في هذا الصدد أيضا توضيحات تقنية من قبل مصالح سونلغاز مع ضرورة إقناعهم بمبررات الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تعيش على وقعها مختلف بلديات ودوائر الولاية، لا سيما وأنها أدت إلى موجة من القلق والاستياء في أوساط المواطنين. وفي هذا الصدد، أكد ممثل شركة سونلغاز ورئيس مصلحة تقنيات الكهرباء على مستوى الشركة، خالد جديد، بأن نسبة تحسين الخدمة وصلت 60 بالمئة، وأن الانقطاعات التي تشهدها مختلف بلديات الولاية إجراء عمدي احترازي قصد الحفاظ على الشبكة الوطنية نظرا لوجود مشكل على مستوى محطة إنتاج الكهرباء بمدينة حاسي مسعود والذي سيحل خلال اليومين القادمين. غير أن ممثلي المجالس المنتخبة على مستوى دوائر وادي ريغ قاطعوا ممثل سونلغاز ليسألوا عن التأخر الكبير في تشغيل محول البارد الكائن ببلدية تندلة والذي كان مقررا تشغيله في شهر فيفري الماضي، إلا أن ذلك لم يتم، حسبهم، إلى اليوم. وفي هذا الصدد أجاب ممثل سونلغاز بأن محول البارد جاهز وسيتم تفعيله داخل الشبكة الوطنية لتوزيع الكهرباء في منتصف شهر جويلية الجاري. مصالح سونلغاز أكدت أيضا، خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، بأنها واجهت عوائق وصعوبات عدة في إنجاز غرف محولات كهربائية تحتم إنجازها على مستوى المساجد، مبرزة بأن أبرز عائق هم السكان هؤلاء الذين حالوا دون إنجاز محول بمسجد سيدي عبد الله مثلا، وكذا مسجد النخلة الكائن وسط المدينة يشير إلى أنه من المقرر إنجاز أزيد من 190 غرفة خاصة بالمحولات الكهربائية أنجزت منها لحد الآن حوالي 150 غرفة. وبين الكلام التقني لمصالح سونلغاز ودعوات المنتخبين لتدارك العجز والحيلولة دون انفلاته مستقبلا، خاصة وأن شهر الصيام على الأبواب وفيه لن يستطيع السكان مقاومة العطش والحر والصيام معا مما سيدفعهم لمسارات يجهل درجة غليانها نتيجة الاحتقان اليومي لمواطني المنطقة وكذا يأس السكان من وعود مصالح سولنغاز التي وعدت، السنة الماضية، بتدارك هذه السنة العجز، غير أن ذلك لم يحدث، وهو الأمر الذي كان وراء فقدان الثقة لمواطني الولاية من مصالح سولنغاز ولم يبق لهم عدا مطالبة السلطات العليا في البلاد بإرسال لجان مركزية للتحقيق في عمل سونلغاز والحيلولة دون انفلات الوضع مستقبلا.