العقيد الليبي معمر القذافي في ليبيا وليس خارجها”، هي المعلومة المؤكدة بتصريحات القذافي وخرجاته الإعلامية وحتى بتأكيدات معارضيه الذين يواصلون حربهم ضده منذ ستة أشهر، في وقت تحاول فيه أعين وسائل الإعلام العالمية رصد منفى القذافي المحاصر دوليا. عادت صحيفة ”صنداي تايمز” البريطانية، للحديث عن منفى القذافي ” وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس، أن مسؤولين أوروبيين يناقشون الآن خطة يمكن بموجبها إقناع القذافي باللجوء إلى غينيا الاستوائية لتجنب محاكمته بارتكاب جرائم حرب، بعد أن أصدرت المحكمة الدولية عريضة توقيف في حقه. وقالت الصنداي تايمز إن غينيا الاستوائية قد تكون الحل الأمثل لأنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ولن تكون مجبرة على تسليم القذافي إلى المحكمة في لاهاي لدى وصوله إليها. كما أنها بنظامها الديكتاتوري وعدم اكتراثها لحقوق الإنسان ستجعله يشعر وكأنه في بلده. وتأتي تسريبات الصنداي تايمز بعد موجة من” التكهنات” الإعلامية التي قادتها كبرى الصحف والمؤسسات الإعلامية العالمية، التي تسابقت لكشف المكان المفترض للقذافي بعد سقوطه. ورغم فشل فرضية ”فنزويلا” لما يربطها من علاقات مع القذافي، إلا أن ”الصنداي تايمز” نقلت معلومات جديدة من مسؤولين قولهم إنه إذا ما تقدمت غينيا الاستوائية إلى القذافي بعرض جاد، فإننا نعتقد أنه قد يقبله”، مؤكدة عن مصادر دبلوماسية فرنسية أن مبعوثي القذافي قد لمحوا أخيرا إلى استعداده للتخلي عن السلطة. ورغم أن القذافي شدد في كلمته الصوتية الخامسة، على أنه باق في ليبيا، مشيرا إلى أنه لن يغادر ”أرض أجدادي”، واصفا الدعوات المطالبة برحيله والتي تتحدث عن منفاه بالأضحوكة، إلا أن كاتب التقرير في صحيفة الصنداي تايمز، استطرد قائلا: ”هناك ضغوط شديدة مورست على السعودية لتوفر ملاذا لملك ملوك إفريقيا كما يسمي نفسه، كما فعلت مع عيدي أمين الرئيس الأوغندي الأسبق ونواز شريف رئيس وزراء باكستان”. وتضيف الصنداي تايمز أن الرئيس تيودورو أوبيانج الذي لا يزال يحكم البلاد منذ أقصى سلفه ”الدكتاتور” عام 1979 قد يكون معتقدا أنه سوف يتلقى دفعة سخية من القذافي أو إيجارا ضخما مقابل توفير الحماية، وأن الخطر الوحيد على القذافي قد يكون إذا ما تمت الإطاحة بأوبيانج. وقالت: ”لم تظهر أي دولة أخرى في الشرق الأوسط استعدادها لاستضافة الليبي ذي الأطوار الغريبة”، وهذا في رأيه يعكس مقدار الخوف من أن يصبح محورا لغضب الناس وعاملا مساعدا على تفجير الثورات.