أقرت الحكومة البريطانية بأن “الاضطرابات” الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى كانت بسبب المشاكل الاجتماعية وسوء توزيع الثروات، حيث قالت الحكومة إن بريطانيا بحاجة إلى حل الأزمة الاجتماعية بعد الاحتجاجات الأخيرة ، كما انتقد أغلب البريطانيين الإجراءات التقشفية لرئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، وكذلك إدارته المتشددة للأزمة قالت الحكومة البريطانية التي تنتمي إلى يمين الوسط إن بريطانيا في حاجة لأن تعالج المشكلات الاجتماعية الدفينة بعد أعمال الشغب والنهب التي شهدتها مدن إنجليزية الاسبوع الماضي . وقال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن: “ثمة مجتمعات تركت في المؤخرة من جانب بقية البلاد. إنها مجتمعات حرمت من شريان الحياة الاقتصادي لبقية البلاد”. وتعرض رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، لانتقادات من البعض في حزبه المحافظ لانه كان ليبراليا أكثر من اللازم بشأن الجريمة والعقاب واتخذ نهجا متشددا بشأن أعمال الشغب في البيانات التي أدلى بها الاسبوع الماضي بعد أن عاد من إجازته الصيفية ودعا البرلمان الى الانعقاد. وتعرض كذلك للانتقادات بسبب الاجراءات التقشفية التي تطبقها حكومته للتعامل مع عبء المديونية الثقيل. وقال أوزبورن إن إنفاق الأموال على المشكلة ليس حلا وإن الحكومة ستمضي قدما في الخفض الحاد لاعداد أفراد الشرطة الذين انتقدهم كاميرون لاسلوب تعاملهم مع أعمال الشغب. واستدعى كاميرون خبير جرائم الشوارع الامريكي وليام براتون يوم الجمعة لتقديم المشورة للحكومة بشأن كيفية التعامل مع أعمال الشغب في بريطانيا. وذاع صيت براتون بالحد من جرائم الشوارع أثناء عمله كقائد للشرطة في نيويورك ولوس أنجليس وبوسطن وقال إنه سيقدم المشورة استنادا الى خبرته في التعامل مع العصابات. وقال لتلفزيون “إيه بي سي” الامريكي يوم السبت “لا تستطيع أن تعتمد على الاعتقالات وحدها للتخلص من المشكلة” وتابع “من المؤكد أن الاعتقال مناسب للعنف والذي يتعذر إصلاحه ولكن يمكن التعامل مع كثير منها بطرق أخرى وهي ليست مشكلة شرطية وحسب وإنما هي في الواقع مشكلة مجتمعية”. واعتقل أكثر من 1200 شخص لصلتهم بالاخلال العنيف بالنظام والسلب ووجهت اتهامات للمئات.. وقال أوزبورن إن ثمة دروس يتعين تعلمها. وصرح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية “ثمة مشاكل اجتماعية دفينة نحتاج لمعالجتها”. وتابع قائلا “الأمر يتعلق بتحد أكبر كثيرا لمجتمعنا الذي يتعامل مع أشخاص جرى تجاهلهم لفترة طويلة ومساعدتهم لكي يشعروا بأن لهم دورا في المجتمع ويشعروا أنهم يدركون الفرق بين الصواب والخطأ ويفهمون مسؤولياتهم تجاه المجتمعات الاخرى وليس حقوقهم فحسب”. وقال مراسل في “رويترز” إن نحو 200 شخص شاركوا في مظاهرة يوم السبت في شمال لندن تدعو الى تقديم مزيد من الدعم لشبان يعيشون في بيئات سكن كئيبة وعنيفة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كومريس لصالح صحيفة “الاندبندنت” أن نحو نصف البريطانيين يرون أن رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون لم يحسن التعامل مع أعمال الشغب التي هزت بريطانيا خلال الأيام الماضية.