عارضت موسكو الدعوات الأمريكية والأوروبية لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ودعت إلى منحه المزيد من الوقت لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها، ومن جهة أخرى أعلن ناشطون سوريون ميلاد هيئة عامة للثورة السورية تضم كافة المحتجين ضد النظام داخل وخارج البلد نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله "لا نؤيد مثل هذه الدعوات ونرى أنه من الضروري الآن إتاحة الوقت لنظام الرئيس الأسد لتنفيذ كل عمليات الإصلاح التي أعلن عنها". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما والاتحاد الأوروبي وجها الخميس أول دعوة صريحة للأسد بالتنحي عن السلطة، وقالت دول غربية إنها ستقدم مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على سوريا. وقالت روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن إنها لن تساند قرارا بشأن سوريا لكنها أيدت ثلاثة بيانات انتقدت العنف ودعت إلى وقف الحملة العسكرية. وحثت روسيا التي باعت أسلحة لسوريا ولها منشأة للصيانة البحرية هناك، الأسد مرارا على تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها. وفي سياق آخر أعلن ناشطون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في بيان تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية" لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج. وقال البيان حسب وكالة فرانس برس إن هذه الهيئة أسست بعد "اندماج كافة تجمعات الثورة داخل سوريا وخارجها (...) لتكون ممثلا للثوار في كل أنحاء سورية الحبيبة". وأوضح أن هذه الهيئة أسست "التزاما بضرورة العمل المشترك والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والإعلامية والسياسية ولضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافات والتنسيقيات التي تتمثل بداية بإسقاط نظام بشار الأسد ومؤسساته القمعية والنفعية". وأكد الناشطون أن الخطوة التالية في عمل هذه الهيئة ستكون "بناء سوريا كدولة ديمقراطية مدنية ودولة مؤسسات تضمن الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان لكافة مواطنيها". ودعت الهيئة التي وقع على بيان تأسيسها عدد كبير من "تنسيقيات الثورة السورية" في مدن عدة، بقية التنسيقيات والتكتلات والتجمعات إلى "التوحد ضمن هذه الهيئة لما في ذلك من مصلحة تخدم أهداف الثورة وتوصل صوتها لكل أصقاع الدنيا ولنقدم رؤيتنا بشكل موحد يرقى إلى جهود الفاعلين على الأرض في كل مدينة وقرية سورية". ومن موقعي البيان "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" و"صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد" و"شبكة شام" وعدد من لجان التنسيق المحلية في اللاذقية (غرب) والسلمية (شرق) والزبداني ومضايا (ريف دمشق) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) وغيرها. كما وقعت على البيان رابطة الشباب السوري للتغيير الديمقراطي وائتلاف شباب الثورة السورية الحرة. ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش والأمن السورية انتشرت بشكل مكثف أمام المساجد لمنع خروج تظاهرات الجمعة. وقال المرصد المعارض، ومقره بريطانيا، في بيانات "إن وحدات من الجيش والأمن دخلت حي القابون بمدينة دمشق وانتشرت بشكل كثيف أمام المساجد وتنفذ حملة اعتقال بين المصلين لمنع خروج تظاهرة، فيما تقوم سيارات الأمن بعناصرها المسلحة بالعتاد الكامل بدوريات بالحي لمنع خروج التظاهرات". وأضاف إن تظاهرة "خرجت من جامع العباس بحي الحجر الأسود في دمشق وتظاهرة أخرى في حي القدم، حيث سُمع إطلاق رصاص كثيف ولا معلومات عن سقوط ضحايا، وأطلقت أجهزة الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة من جامع أنس بن مالك في داريا ولم تسجل إصابات". وقال المرصد "إن تظاهرات خرجت في بلدات التل وحرستا والكسوة وقدسيا بريف دمشق تهتف لحماة واللاذقية وتطالب بإسقاط النظام، وجرى إطلاق الرصاص الحي في بلدة الكسوة لتفريق تظاهرة". وقال "إن تظاهرات خرجت أمس في معظم أحياء حمص كان أضخمها في حي الخالدية الذي تجمع فيه نحو 20 ألف متظاهر، وجرى إطلاق نار كثيف في حيي باب الدريب والميدان وسُمع إطلاق نار في أحياء أخرى بمدينة حمص لم نتمكن من تحديدها".