انتقلت المعركة التي أطلقت عليها المعارضة الليبية اسم "معركة الحسم"، إلى مجرد "حرب إعلامية ونفسية"، تتلقف وكالات الأنباء تفاصيلها على لسان المعارضة فقط، فبينما لا يزال مكان اختباء معمر القذافي مجهولا، تحدثت المعارضة عن أنها تمكنت من السيطرة بالكامل على "مجمع باب العزيزية" دون أدنى مقاومة تذكر، وهو ما يتناقض مع ظهور سيف الإسلام نافيا أنباء اعتقاله طرح الظهور المفاجئ لسيف الإسلام أمام الحشود وسط طرابلس أسئلة هامة حول تطورات الأوضاع في ليبيا بين مجمع باب العزيزية الذي يعتبر معقل العقيد الليبي معمر القذافي، وبين المنشآت النفطية الهامة المترامية على طول الشريط الساحلي الليبي، وأصبحت "معركة طرابلس" توصف الآن بأنها مجرد "حرب إعلامية" يقودها أنصار المعارضة الليبية الذين نجحوا في إقناع العالم بأن القذافي قد تهاوى إلى زوال. عادت "المعارضة الليبية"، مجددا إلى محاولة السيطرة على المناطق النفطية سيما منها "رأس لانوف" وسبها، بعد أن عجزت ميدانيا عن السيطرة الكاملة على العاصمة الليبية رغم احتدام "حرب الشوارع"، مكنت "الحرب النفسية الإعلامية" المجلس الانتقالي الليبي في حشد المزيد من الاعترافات الدولية، وتسابقت الدول من البحرين ومصر لإعلان الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي. وأبرزت الصحف العالمية عناوين النصر والحرية في ليبيا، رغم أن المعارضة فشلت في القبض على معمر القذافي، فضلا عن أن زعماء المعارضة أكدوا في تصريحاتهم الأخيرة أنهم لا يتوقعون أن يسقط المجمع الكبير بسهولة. وتعكس تقارير المؤسسات الإعلامية العالمية، حجم "الضبابية" التي شابت "معركة طرابلس"، كما تستشف ذلك من المقال الرئيس لصحيفة الأنديبندت البريطانية، الذي كتبه باتريك كوكبرن تحت عنوان "لا أحد يشك في هزيمة القذافي، لكن السؤال هو: من الذي انتصر؟" ويقول إن "الحرب الأهلية في ليبيا استمرت أطول من المتوقع، ولكن سقوط طرابلس جاء أسرع مما كان متوقعا، كما هو الحال في كابول عام 2001، وبغداد عام 2003، لم يكن هناك مواقف أخيرة من قبل النظام المهزوم، الذي يبدو أن أنصاره تلاشوا بمجرد أن رأوا أن الهزيمة حتمية". غير أن تطورات الساعات الموالية وظهور سيف الإسلام وإطلاق قوات القذافي لصواريخ بلغت مداها مدينة سرت التي تبعد حوالي 200 كلم، فضلا عن أن فرار محمد، نجل القذافي، أعاد الجدل بخصوص "معركة طرابلس" والتي أطلقت عليها المعارضة مسمى "الحسم". ورغم ظهور سيف الإسلام وحديثه عن آخر تطورات الأحداث في ليبيا، وسط عشرات من أنصاره الذين رفعوا صورته وصورة والده، بالإضافة إلى إعلام ليبية، وقال سيف الإسلام: "أنا هنا لتكذيب الإشاعات والكلام" في إشارة إلى الإعلان عن اعتقاله. وسخر تصريحات مورينو-اوكامبو قائلا "طز بالمحكمة الجنائية"، وأضاف "جذبنا الثوار إلى فخ". وحسب تصريحات مراسل الشبكة، ماثيو تشانس الإخبارية، فإن "معركة طرابلس" التي أقنعت العالم بسقوط نظام القذافي إلى الأبد، هو عدم تمكن معظم المراسلين الصحفيين من تغطية الأحداث الميدانية في ليبيا بعدما تمت محاصرتهم داخل فندق ريكسس بالعاصمة الليبية ومنعوا من مغادرته، بينما تجري اشتباكات ضارية بالخارج. وأوضح المراسل أن الصحفيين فقدوا الوسائل التي تمكنهم من الاتصال بالعالم الخارجي.