رجحت مصادر تونسية أن تكون الجماعة المسلحة التي اخترقت حدودها على متن 15 سيارة رباعية الدفع نهاية الأسبوع الفارط، قد توغلت مجددا في الصحراء الجزائرية للعودة إلى معاقلها شمال مالي دون تحديد هوية عناصرها، بعدما اصطدمت بمقاومة الجيش التونسي الذي دخل معها في اشتباك عنيف أجبرها على التراجع. أكد العميد بالجيش التونسي، مختار بن نصر، في مؤتمر صحفي، أن المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات من الجيش والحرس التونسي في وقت سابق تمكنت من الخروج من الأراضي التونسية، وتوقع أن تكون قد توغلت في عمق الصحراء الجزائرية ، وقال إن كل المعطيات المتوفرة تفيد بأن تلك المجموعة المسلحة التي كانت تتحرك على متن 15 سيارة رباعية الدفع، عادت أدراجها، ويبدو أنها دخلت إلى الصحراء الجزائرية التي تعد أقرب نقطة من مكان الاشتباك. وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت في وقت سابق أن وحدات من الفيلق الثاني البري الصحراوي التابع للجيش التونسي اشتبكت نهاية الأسبوع الفارط مع مجموعة من المسلحين شمال قرعة بوفليجة جنوب بلدة دوز بمحافظة قبلي الواقعة على بعد حوالي 500 كلم جنوبتونس العاصمة. وذكرت صحيفة “العطوف” التونسية الإلكترونية فيما سبق، أن الاشتباك كان عنيفا، وأسفر عن سقوط عدد من الجرحى من الجانبين جرى نقلهم إلى المستشفى المحلي بمدينة غمراسن من محافظة تطاوين، عبر المسلك الصحراوي “بئر سلطان”، فيما تم نقل جريحين على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي بمدينة قابس. للإشارة، حرصت السلطات التونسية على غلق الحدود على الجهة الشرقية وإبطاء حركة الدخول والخروج على معبريها الشرقيين لدرجة قاربت الانعدام، حيث أقامت أسلاكا شائكة على امتداد معبر رأس جدير الذي يربط بالطريق البري الساحلي في ليبيا الذي لا تزال تسيطر عليه قوات القذافي على الجانب الليبي على الرغم من تقدم المعارضين في طرابلس، في حين عززت تواجدها على الجنوب الغربي لتونس المستهدف من قبل مسلحين حاولوا الاستثمار في الأوضاع المتردية بالمنطقة، وتأمين الأسلحة التي أضحت سهلة الاقتناء.