ألزمت وزارة الصحة المدير العام لمعهد باستور بمنح صفقة إنتاج لقاح الأنفلونزا الموسمية لمخبرين، ويتعلق الأمر بمخبر “سانوفي باستور” الفرنسي ومخبر “جي .أس. كا” البريطاني، بعد إلغائها للصفقة الأولى التي فاز فيها مخبر “سانوفي” بحجة عدم تقديمه للعينات. أمر الأمين العام لوزارة الصحة، المدير العام لمعهد باستور في اجتماعه به يوم الخميس، بإشراك المخبر البريطاني في إنتاج لقاح الأنفلونزا الموسمية لهذا العام، قبل الإعلان عن أفضل عرض قدمه المشاركان في المناقصة، والاكتفاء فقط بالإطلاع على نتائج تحاليل عينات اللقاح التي أرفقها المخبران بعرضيهما، حسب ما علمته “الفجر” من مصادر مقربة من وزارة الصحة. وتم الاجتماع بين أمين العام للوزارة، ومدير المعهد بغرض الاطلاع على نتائج تحاليل عينات اللقاح التي أرفقها المخبران المتقدمان للمناقصة “سانوفي باستور” و”جي أس كا”، ولتسلم أمرا بإشراك المخبرين في صفقة إنتاج 2.2 مليون جرعة لقاح مضاد للأنفلونزا الموسمية، منها مليون ونصف المليون جرعة أحادية و500 ألف متعددة والباقي موجهة للأطفال، وذلك بعد قيام وزارة الصحة، نهاية جويلية الماضي، بإلغاء صفقة اقتناء 2.2 مليون جرعة لقاح مضاد للأنفلونزا الموسمية، كان قد فاز بها المخبر الفرنسي “سانوفي” منفردا، وأعلنت عن مناقصة أخرى شارك فيها المخبر السابق الذكر إلى جانب المخبر البريطاني غلاسكو سميث كلاين “جي. أس. كا”، ويبدو أن الوزارة قررت إشراك المخبر البريطاني بغية استدراك الخسائر التي تكبدها هذا الأخير عقب تراجع الجزائر عن اقتناء كمية من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير. وكشفت مصادر مقربة من معهد باستور ل “الفجر” أن “قرار الإعلان عن مناقصة جديدة لاقتناء اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية جاء من أجل إسناد إنتاج كميات من اللقاح لمخبر “جي. أس. كا”، لتعويض كميات اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير التي تراجعت الجزائر عن استلامها سنة 2009، حيث استلمت 5 ملايين جرعة من أصل 60 مليون جرعة بعد تراجع الإصابة بأنفلونزا “أش 1 أن1”. وحسب المصدر ذاته، فإن مخبر “جي أس كا” لم يفز في المناقصة التي أعلن عنها معهد باستور الجزائر في أفريل المنصرم، في حين قدم مخبر”سانوفي” أفضل عرض، ووصلت وتيرة الإجراءات إلى مباشرة الإنتاج المباشر للقاح، لكن الوزارة تحججت بعدم إرفاق عينات من اللقاح المزمع إنتاجه مع ملفات العروض التي قدمها المشاركون في المناقصة الأولى، رغم أن العينات لا يمكن توفيرها إلا بعد بدء الإنتاج في حدود شهر أوت، كما هو معمول به كل سنة. وحسب مصدرنا فإن المخبرين السابقين قدما العروض والعينات لمعهد باستور في 7 أوت الجاري، وتم التأكد من أن كلا العينات جيدة، مضيفا أن “للمخبر وحده صلاحية تحديد أحسن عرض واختيار المخبر الذي سينتج اللقاح وأن ما قامت به الوزارة مخالف لقانون السوق وخرق لقانون الصفقات ودفتر الشروط الذي وضعه معهد باستور الجزائر لهذه المناقصة، لأنه المخول الوحيد بإبرام مثل هذه الصفقات، وتحديد من هو صاحب العرض والفائز بالصفقة بعد دراسة عروض المشاركين، وأن الفاصل بينهما سيكون العرض المقدم من طرف كل منهم، لكن وزارة الصحة أمرت إدارة المعهد بتجاوز هذا الإجراء والاكتفاء بالتأكد من صلاحية العينات التي سيتم إنتاج اللقاح على أساسها، وإعطاء المخبر البريطاني حصة من سوق اللقاح الجزائري لهذا الموسم. يذكر أنه يتم كل سنة مراقبة جرعات اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية وتحليلها وتجهزيها للتسويق خلال شهر أوت بعد موافقة معهد باستور الجزائر، في حين يتم الإعلان عن حملة التطعيم بداية من شهر سبتمبر والانطلاق فيها منتصف شهر أكتوبر.