تحولت المفرغة العمومية ببلدية بوقطب إلى ملجأ مستقر لبعض الأطفال والمراهقين المشردين والذين يقتاتون في ظل صمت المسؤولين بهذه البلدية من هذه المزابل، حيث أصبحت هذه الأماكن رغم خطورتها مصدر رزق يومي للأطفال، من خلال جمعهم وإعادة بيعهم لما يرمى به السكان من مواد بلاستيكية وحديدية في تلك المزابل، غير مبالين بالأخطار المحدقة بهم والتي تترصدهم في مثل هذه الأماكن، كالأمراض والاعتداءات وإدمان المخدرات، هذه الآفات التي جرفت عددا كبيرا منهم إلى الهاوية استدعت دق ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة. غير أن الإقبال المتزايد لهؤلاء الأطفال على المفرغات العمومية التي التهمت براءتهم في غفلة من سلطات البلدية بات أمرا خطيرا يتطلب تدخل السلطات المعنية بهذه الظاهرة، حيث وجدنا العديد من الأطفال الذين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية من أواخر شهر أوت في البحث عن مصادر رزق وجمع الحزم والخيوط النحاسية وبقايا المواد البلاستيكية لبيعها إلى أشخاص، مقابل بعض النقود وصفها هؤلاء الأطفال بالزهيدة، لكن تبقى حسبهم وسيلة تساعدهم على اقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات مدرسية تحضيرا للموسم المقبل 2011/2012 وأحيانا مساعدة عائلاتهم الفقيرة. وهو الواقع الذي تعكسه حالة هؤلاء الأطفال بوجوههم الشاحبة وملابسهم الرثة ونعالهم القديمة، حيث كان صعبا علينا تواجد هؤلاء قصد البحث عن قوت يومهم وسط القمامة والقاذورات التي يقلبونها يمينا وشمالا ووضع ما تقع عليه أيديهم داخل أكياس. وبسبب الفقر وتدهور وضعياتهم الاجتماعية، تبقى العشرات من العائلات لا تجد مورد رزق لها سوى المزابل، وهناك اكتشفنا أن العديد من الأطفال من هذه العائلات الفقيرة لا يعرفون من محلات الخضر والفواكه ببلدية بوقطب سوى أماكن رمي الفضلات التي يقمن بجمعها وفرزها، لإعداد وجبات غذائية للعائلة، وفي انتظار غد أفضل، تبقى هذه العائلات تقتات من المزابل إلى حين شروع مديرية البيئة لولاية البيض في تجسيد مشروع خاص بتهيئة هذه المنطقة.