صورة تعبر عن معاناة العائلات بايليزي معاناة كبيرة تعيشها أزيد من 800 عائلة تسكن حي الوئام ببلدية إن امناس ولاية إيليزي وذلك منذ 1996 في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بمنطقة غنية بحقولها البترولية، إذ أنها لم تدرّ عليهم إلا بالمزيد من المعاناة على الرغم من أن ميزانية البلدية السنوية لا تقل عن 80 مليار سنتيم. * "الشروق اليومي" كانت أول جريدة تكسر جدار الصمت لتنقل أنين العائلات ومعاناتها التي وصل عمرها إلى 12 سنة، حي الوئام ببلدية إن امناس الحي الباحث عن الشرعية رغم أن مختلف المخططات التنموية باختلاف تسمياتها تشير إلى أن السلطات بولاية إيليزي تعترف بوجوده، وما يثبت ذلك المشاريع والبرامج المرصود لها العشرات من الملايير لفائدة سكانه، ولكنها لا زالت محفوظة في أدراج مكاتب مختلف المصالح الإدارية بولاية إيليزي. * يسكنون الأقبية وتحاصرهم القمامات في ظل الانتشار الواسع لمختلف الآفات * وقد لجأ السكان الذين يزداد عددهم إلى هذه البنايات الحي الذي يسكنونه حاليا مكرهين حسب ما صرّحوا به ل "الشروق اليومي" بعد قرار السلطات بتهديم حيهم السابق بحي الطوب في جويلية 1996 ومنذ ذلك الوقت وهم يحتلون بنايات كانت في الأصل مشروعا تابع لمؤسسات بترولية تعمل بالمنطقة، والتي تخلت عنه، ولجؤوا إليه بعد أن تعسّر عليهم الحال في إيجاد مأوى غيره. * غير أن هذه السكنات لم تكن مكتملة ولا تتوفر على أدنى شروط الحياة كالماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي، وأمام التوافد الكبير منهم إلى المنطقة خاصة من ولايتي أدرار وتمنراست لم يجد الكثير منهم حلا إلا السكن في تلك البنايات وحتى الأقبية الموجودة أسفلها واختاروها مساكن لهم رفقة أبنائهم في ظروف جدّ صعبة. * وكانت الرعاية الصحية أكثر ما أثّر على أولئك السكان، إذ لا يوجد بالمكان إلا شبه قاعة للعلاج لا تتوفر على طبيب ولا حتى وسائل طبية في الوقت الذي يشتكي آباؤهم من عدم تطعيمهم من مختلف الأمراض دون الحديث عن معاناة النساء الحوامل اللائي لا زلن يتابعن صحة أجنتهن وحتى ولادتهن بالطرق التقليدية. * كما يشهد الحي انتشارا كبيرا للأمراض المعدية، وبشكل كبير وملاحظ للعيان في غياب قنوات لصرف المياه، وهذا ما عاد سلبا على السكان، حيث يلاحظ انتشار الأمراض والبعوض يلازمان حي الوئام. * وقد انضم إليهم أجانب من مالي والنيجر ولم يعد أمنهم ممكنا في ظل الفوضى التي تعم الحي فقد أصبح مفتوحا لكل الوافدين الشرعيين وغير الشرعيين على مدينة إن امناس، وهي الظاهرة التي ساهمت بشكل كبير في الانتشار الواسع لمختلف الآفات الاجتماعية. * ويناشد السكان السلطات المعنية الالتفات إليهم لإنقاذهم من الأخطار المحدقة بهم والتقليل من نسبة البطالة التي تجاوزت 70 بالمئة حسب أعيان الحي. * وأضافوا بأن حظهم أقل بكثير من حظ الآخرين في فرص العمل المتاحة والتي توفرها المؤسسات الاقتصادية العاملة بمنطقة إن امناس حيث لم تجلب لهم الشركات البترولية سوى النفايات والأمراض وجعلت الساحات المجاورة من حيهم مزبلة لبقاياها الصناعية وبقايا الصرف الصحي. * وكشف لنا السكان أن إحدى الشركات العاملة في مجال البترول والمتواجد مقرها بالمحاذاة من حي الوئام حوّلت الجهة الغربية منه إلى مفرغة للنفايات والقمامات، وخصّصت الجهة الشرقية لتصريف المياه القذرة، مما أثّر على صحة السكان وخاصة الأطفال الذين وجدنا بعضهم يقتاتون من بقايا المزابل وآخرين يغرقون في المياه القذرة ويلعبون على ضفافها غير مبالين بما يعود عليهم من ضرر. * وقد سجلت في الكثير من المرات العديد من حالات التسمم والحوادث كما تسببت في وفاة أطفال بالحي، وحتى الكبار لم يسلموا منها جراء الأمراض والقمامات التي تبقى تحاصر حيهم دون الحديث عن الآفات الاجتماعية التي سجلت ارتفاعا ملحوظا وصلت حد تسجيل حالة القتل وتعاطي المخدرات ومحلات للممارسة الرذيلة. * إنها معاناة يبقى سكان حي الوئام يعيشونها في انتظار الوعود التي أطلقتها مختلف سلطات الولاية لحلّها منذ 12 سنة.