أكد أرنو مونتبورغ، النائب الفرنسي المرشح للانتخابات التمهيدية للرئاسيات عن الحزب الاشتراكي الفرنسي، أنه “يؤيد بشدة الاعتذار الرسمي عن الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر”، وأضاف أن “مسألة الذاكرة هي نقطة محورية من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين”، مصنفا تحمل المسؤولية التاريخية للاستعمار في الجزائر في خانة “المبادرة السياسية الشجاعة، لأن الاستعمار مندد به عبر التاريخ”. قال أرنو مونتبورغ، خلال اللقاء الصحفي الذي عقده مساء أول أمس ب “فندق الجزائر”، إنه “ضد تمجيد الاستعمار الفرنسي في الجزائر ومسؤولو البلدين مطالبون أكثر من أي وقت مضى بإيجاد مخرج لموضوع الذاكرة الذي اتخذ أبعاد أزمة حقيقية بين الطرفية والعمل سويا من أجل بناء جسور تعيد العلاقات الثنائية إلى طبيعتها والتفكير في المستقبل بينهما”. وقال أرنو مونتبورغ، الذي أعرب عن افتخاره بأصوله الجزائرية: “شخصيا لا أرى مانعا من الاعتراف بالماضي الاستعماري والاعتراف من مسؤولية فرنسا”، مطالبا بالقيام بهذه الخطوة مثلما حدث مع ألمانيا ومدغشقر. وفي رده على سؤال حول فرض التأشيرة للدخول إلى التراب الفرنسي وحرية تنقل الأشخاص، رد مرشح الحزب الاشتراكي “من الطبيعي أن تكون هناك مراقبة للأشخاص الذين يتنقلون من الطرفين لكن بالمقابل يجب أن تكون هناك علاقات صداقة متينة بين البلدين من خلال خلق ممر الصداقة”، كما يجب حسبه أن “يكون هناك نوع من استثنائية وحسن النية لمنح تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، ولماذا لا تعطي “اتجاها جديدا للتعاون الثنائي والعودة إلى فترة ما قبل عام 1986”. أما بشأن الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة، قال النائب الفرنسي، الذي التقى عددا من المسؤولين الرسميين الجزائريين إن “هناك نوعا من التردد والتخوف من الجانب الجزائري لمباشرة هذه الورشات” وهذا التردد يفسره مونتبورغ بكون الجزائريين ما زالوا ضحايا ردود أفعالهم بين “محافظين” و”الطموح المبتكر”، أما الثورات العربية فيظن المتحدث أن “الجزائر عاشت أوضاعا مثلها منذ أكثر من 20 سنة”، لكن هذا لم يمنعه من “التأكيد على ضرورة وضع الثقة في الشعب الذي هو مطالب بالتخلص من الدكتاتوريات السياسية في اختيار ممثليه حتى لا يقع في دكتاتوريات أخرى من خلال الوقوف في وجه المتطرفين الذين يسعون للاستحواذ على السلطة بكل الوسائل”. أما بشأن الملف الليبي، قال النائب الفرنسي إنه “متفهم للتردد الجزائري بشأن النزاع الواقع في هذا البلد كون الجزائر” كما قال “تتقاسم مع هذا البلد حدودها” محذرا من “تحويل ليبيا إلى عراق جديد كون نفس السيناريو على الأبواب” موضحا أنه “يتم حاليا تفكيك الدولة الليبية التي سوف لن يتم توحيدها إلى عائدات البترول” مؤكدا في نفس الوقت أن “العقيد الليبي معمر القدافي لم يؤسس دولة ليبية”.