واشنطن بوست: ذهاب عباس للأمم المتحدة خطوة ”متسرعة” عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أمس، سلسلة من اللقاءات في نيويورك، عشية انعقاد أعمال الدورة ال 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة غدا. وذكرت مصادر أن أبو مازن التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، والنرويج يوناس ستور وفرنسا آلان جوبيه كلا على حدة، وبحث معهم آخر التطورات في المنطقة. واستحقاق سبتمبر. من جهة أخرى، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي اكتمال إجراءات حشد تأييد العالم الإسلامي والدولي لدعم مسعى الفلسطينيين في نيل الاعتراف الدولي وعضوية الأممالمتحدة. وقال مصدر إن الجهود الخاصة بمناقشة الشأن الفلسطيني في اجتماعات الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة قد اكتملت، وستتوج بالموقف الذي سيعلن في البيان الختامى للاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده يوم الجمعة المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت مصادر منظمة التعاون الإسلامي أن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي، كثف خلال الفترة القريبة الماضية اتصالاته مع عدة أطراف أوروبية ودولية لحشد الدعم لحق فلسطين في نيل الاعتراف الدولي وعضوية الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن الأمين العام بعث رسائل لمسئولين أوروبيين ودوليين ووزراء خارجية عدد من الدول يحثهم فيها على تقديم الدعم اللازم لجهود فلسطين في نيل الاعتراف الدولي كدولة حرة ومستقلة على حدود عام 1967. اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر، أمس، أن توجه زعيم السلطة الفلسطينية، محمود عباس إلى الأممالمتحدة للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين خطوة ”متسرعة وطائشة”، ستلحق ضررا بالغا بفلسطيني الضفة الغربية وقطاع غزة. ومضت الافتتاحية تقول إن نتيجة هذه الخطوة أغلب الظن ستكون وقف الكونغرس للمعونة الأمريكية، الأمر الذي سيسفر عن أزمة اقتصادية فورية، في الوقت الذي هددت فيه إسرائيل ضمنيا بالانتقام سواء بمنع تمويل الضرائب أو ضم مستوطنات الضفة الغربية. أما أسوأ السيناريوهات، فيتمثل في خروج مبادرة عباس عن السيطرة، الأمر الذي سينتهى بمواجهة عنيفة مع إسرائيل. وأشارت الافتتاحية إلى أن المقترح بالاعتراف بدولة فلسطين إما أنه لن يحصل على الأعداد الكافية من قبل الدول الأعضاء، أو أنه سيتم الاعتراض عليه من قبل الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، وحينها يستطيع عباس الاستئناف في الجمعية العامة التي من شأنها أن ترفع من قدر فلسطين إلى دولة غير عضوة مشابه لوضع الفاتيكان، ما سيسمح لها بالانضمام إلى بعض الوكالات الدولية وحتى المحكمة الجنائية الدولية. ورغم ذلك، الاستفادة من هذه المنتديات لتحدى إسرائيل لن يضمن للفلسطينيين وجود دولة لهم، وإنما سيضمن لهم المزيد من العداء الإسرائيلي، على حد قول الصحيفة. ورأت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين انخرطوا في موجة من الدبلوماسية التي ربما تكون نتيجتها أن ينقذ الفلسطينيين من مشروع قادتهم ”الانهزامي”، ولكن إسرائيل ستخسر هي الأخرى من عملية التصويت في الأممالمتحدة، لاسيما بعد تدهور علاقاتها مع تركيا ومصر، الأمر الذي أغلب الظن سيتركها أكثر انعزالا. ولن تكون الولاياتالمتحدة بمنأى عن الخسارة هي الأخرى، فهي ستدفع الثمن غاليا في العالم العربى إذا ما اعترضت على حل إقامة دولة فلسطينية، رغم أن فلسطين لم تكن بين تلك الدول التي اجتاحها الربيع العربي. من جهته، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بعقد جلسة مفاوضات مباشرة مع عباس في نيويورك. ونسب البيان إلى نتانياهو القول ”إنني أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلى البدء بمفاوضات مباشرة في نيويورك تستمر بعدها في القدس ورام الله”.